“الموسم سينتهي والعزوف الجماهيري مستمر!” بقلم : فاضل المزروعي
لاتزال ظاهرة العزوف الجماهيري في مسابقاتنا الرياضية قائمة دون أن تجد لها حلول جذرية أو حتى مؤقتة .
فإذا إستثنيا البدايات وعقد الثمانينيات التي شهدت حضور جماهيري جيد رغم فقر الملاعب وضعفها وخلوها من أي وسائل الراحة ، إلا أن الجماهير كانت تزحف لمؤازرة أنديتها حتى وإن كانت تتسمر خلف السياج وتحت الشمس الحارقة ،فحتى ملاعب الهوكي والطائرة واليد والسلة كانت تحظى بحضور جماهيري مناسب أنذاك .
لكن للأسف الملاعب حاليا ومنذ أكثر من عشرين عاما تراها خاوية عدا بعض مباريات المنتخب الوطني في التصفيات الآسيوية والمونديالية ، وكأس الخليج الذي يعد إستثناء!
أما دوري كرة القدم وهي اللعبة الأولى بالسلطنة والمفترض أن يكون لها جمهورها ، للأسف يعزف الجمهور عن الحضور إلى الملاعب ومتابعة مباريات ناديه أو المباريات التنافسية .
فرغم خروج بعض المحاولات من أجل إستقطاب الجمهور للملاعب ،لكنها كانت علاجات وقتية لا أكثر .
ترى ماهي أسباب غياب الجماهير عن مباريات الدوري والكأس ؟
إن من أبرز الأسباب عدم تهيئة الملاعب بطريقة جاذبة من مرافق صحية ومرافق ترفيهية ، وحتى لأهم من ذلك وهو عدم وجود منافذ بيع الأكل والشرب ، وغياب برامج تشويقية وتسويقية وترفيهية لجذب الجمهور من الأسباب الجوهرية .
كما أن نقل مباريات الأندية إلى المجمعات الرياضية التي تبعد عن غالبية الأندية لمسافات بعيدة ومنع اللعب في ملاعب الأندية سبب أخر مهم للعزوف.
كل تلك الأسباب طرحت كلما فتح باب النقاش حول هذه الظاهرة التي تلقي بظلالها على مستوى الدوري وتؤثر على تصنيفه كونها أحد معايير تقييم وتصنيف الدوريات في العالم.
كما أن غيابها يؤثر بشكل مباشر على على مداخيل الأندية التي لا تستفيد أبدا بسبب الحضور الضعيف الذي يسجل لكل مباراة.
إعادة الجماهير يحتاج إلى جهد كبير جدا ، فبعد أن تجاهلت الأندية جماهيرها وفكرت بأن الحضور والمساندة واجب على جماهير النادي وعليها دعمه أينما ذهب ، ولم تعمل الأندية على الحفاظ على الجماهير حتى تلك الأندية التي حظيت في فترات معينة من الإقبال الجماهيري ، الذي إتضح بأنه جمهور إنتصارات وليس جمهور منتمي ومحب ، فقد تناقص وتلاشى عندما بعد الفريق عن الإنتصارات وتحقيق الألقاب.
أما بالنسبة للعودة إلى ملاعب الأندية فذلك في غاية الصعوبة والأندية لا تملك للأسف ملاعب تطابق قواعد وقوانين إقامة المباريات ، أيضا لا تملك بنية تحتية متطورة من مدرجات ومخارج طواريء ومواقف للإسعاف ولا حتى تصلح للنقل التلفزيوني ، كل هذه الظروف من الصعب أن توفيرها في ملاعب الأندية لأنها ستكلف الكثير وتكلفتها المالية عالية جدا.
المحاولات المؤقتة بتقديم سيارات كجوائز تسحب للجماهير بعد عدة جولات سبق تطبيقه بداية التسعينيات لكن ذلك لم يغير شيء، فرغم أن الجائزة سيارة إلا أن ذلك لا يشبع فضول ورغبة الجماهير العمانية تحديدا ولا تغريها السيارة.
بالمختصر ، وجود دوري قوي وتنافسي وممتع ومثير إلى جانب وجود أسماء ونجوم عربية وعالمية حتى تلك التي قاربت أو قررت الإعتزال ،فوجودها سيمثل وسيلة جذب للجماهير كما حدث في تسعينيات القرن الماضي عندما تواجدت أسماء عربية أثرت دورينا مثل اللاعبين المغاربة محمد التيمومي وعبدالرزاق خيري واللاعبين المصريين طاهر أبو زيد وشوقي غريب وشمس حامد مع عدد من العرب الآخرين من سوريا ولاعبين الأفارقة.
فبرغم أن اللاعبين الذين وفدوا كانوا عند نهاية مشاورهم الكروي لكنهم نجوم في منتخباتهم ومثلوها حتى في كأس العالم .
هذه الخطوة يجب أن تبدأ من الأندية لكنها تحتاج لدعم سواء حكومي أو من القطاع الخاص كما هو معمول به عند عدد من الدول بحيث تدعم تلك الجهات هذه الإستقطابات وتخفف ثقلها المادي على الأندية .
الجمهور العماني كأي جمهور يتوق أن يرى مستوى فني عال ويأمل أن يحضر لمشاهدة بعض النجوم الدوليين الذين تابعهم على الشاشة الفضية .
وإذا لم نشهد جديدا في المواسم القادمة فالعزوف سيستمر والدوري سيفقد عنصر مهم من عناصر نجاحه.