المفتي العام للسلطنة: ظهرت في الأمة ظاهرة سلبية جديدة هي التودد إلى العدو والتباهي بذلك من غير استحياء ولا استخفاء
أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة في رسالة بثها عبر حسابه في ” تويتر” بأنه ظهرت في الأمة ظاهرة سلبية جديدة وهي التودد إلى العدو الذي أمرنا الله تعالى بعداوته، والتباهي بذلك من غير استحياء ولا استخفاء، وقد تسارع إلى هذا بعض رموز الأمة الذين كنا نعدهم لها أوتادًا وقلاعًا، فإذا بهم يتخلون عن ماضيهم المشرق، ويرفعون من الشعارات ما يقربهم زلفى إلى ساداتهم.
وهذا نص الرسالة:
مضت علينا حقبة من الزمن كنا نشاهد فيها فئاما من شباب المسلمين لا هم لهم إلا تقليد الآخرين في مظاهرهم الشاذة كالخنافس والهيبيين، واستمروا على ذلك إلى أن قامت حركات إسلامية زلزلت الأرض تحت أقدام عتاة الكفر، ودكدكت معاقل الظلم، فأفاقوا على عزة الإسلام، وأخذت تتقلص تلك الظواهر حتى اختفت، نتيجة لصحوة إسلامية أشرق سناها على العقول، فاهتدت بعد ضلالها، واستقامت بعد اعوجاجها، وقد حسبت لها قوى الكفر والشر ألف حساب وحساب، وأحست بأن العملاق الذي خدرته فنام بدأ يفتح عينيه، وسوف يقوم على قدميه، فتتهاوى جميع أزلام الكفر بين يديه، فأخذوا يكيدون له كيدا، ويتفننون في مضاعفة تخديرهم له، فتمكنوا من العبث بتلك الصحوة التي كادت تقلب مجرى التاريخ رأسا على عقب، وتمحو كل رسم للجاهلية الحديثة، كما فعلت أمها التي قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمحت كل رسم للجاهلية السابقة، ونعم الناس بالإسلام وذاقوا طعمه، فعرفوا معنى إنسانيتهم وما هي رسالتهم في هذه الحياة، وما لبثت أيدي رادة الكفر وقادته وأيدي أوليائهم – الذين هم من بيننا، يتحدثون بألسنتنا ويرفعون شعارنا ويلبسون لبوسنا تنحرف بتلك الصحوة عن مجراها؛ فتمكنوا من تفريق كلمة المسلمين وتشتيت وحدتهم وتعديد وجهتهم، فأصبحوا يملون عليهم إرادتهم كما شاؤوا، ويوغرون بينهم العداوات والبغضاء، فغدا بأسهم بينهم شديدا، وتخلوا لأجل ذلك عن مسؤولياتهم في الحياة وواجباتهم الدينية والدنيوية.
وما أشبه الليلة بالبارحة فقد ظهرت اليوم في الأمة ظاهرة سلبية جديدة، وهي التودد إلى العدو الذي أمرنا الله تعالى بعداوته، والتباهي بذلك من غير استحياء ولا استخفاء، وقد تسارع إلى هذا بعض رموز الأمة الذين كنا نعدهم لها أوتادا وقلاعا، فإذا بهم يتخلون عن ماضيهم المشرق، ويتجللون من الألبسة ويرفعون من الشعارات ما يقربهم زلفي إلى ساداتهم الذين أخلصوا لهم الولاء.
ويسعون بفتاواهم الباطلة ودعاياتهم المزورة إلى تطويع الأمة لهم؛ لتسلس لهم قيادها وتترك بيدهم زمامها، وتدع لهم كل ما بأيديهم حتى الخيط والمخيط تصديقا لقوله تعالى: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ وبحسب ما عهدناه من سنة الله في خلقه لا بد أن يحسم هذا الأمر قدر إلهي يبرمه الله تعالى تحقيقا لوعده ” فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ” وذلك على أيدي رجال يحبهم الله ويحبونه كما آذننا الله بذلك في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.