المغرب يدكُّ حصون أسبانيا ويفتح أبواب دور الربع نهائي للعرب بقلم : إسحاق الحارثي
انتصار تاريخي آخر يضاف للملحمة الكروية الحديثة التي يقدمها أسود الأطلس المنتخب الوطني المغربي فخر العرب في مشاركته ببطولة كأس العالم النسخة الاستثنائية قطر ٢٠٢٢، فبعد وصول المنتخب الوطني المغربي لدور ال ١٦ هاهم أسود الأطلس يعبرون لدور الربع نهائي بعد أن أقصوا الماتادور الأسباني بنتيجة ثلاثة أهداف من علامة الترجيح، ويعد وصول المنتخب الوطني المغربي لدور الربع نهائي في مونديال قطر ٢٠٢٢ أول وصول لمنتخب عربي و رابع وصول لمنتخب أفريقي بعد وصول منتخبات الكاميرون ١٩٩٠ ، والسنغال ٢٠٠٢، وأخيراً غانا ٢٠١٠.
ملحمة تاريخية
سطر أسود الأطلس ملحمة كروية تاريخية مستحضرين التاريخ الأسلامي والفتوحات الأندلسية والمعارك الحاسمة التاريخية ومنها أحد المعارك الكبيرة معركة الزلاقة التي وقعت في أكتوبر عام ١٠٨٦ للميلاد وهي أول معركة كبيرة شهدتها شبه الجزيرة الإيبيرية في العصور الوسطى وإحدى أبرز المعارك الكبرى في التاريخ الإسلامي استطاع فيها أمير المسلمين يوسف بن تاشفين قائد المرابطين بمساندة من جيش أندلسي بقيادة المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية استطاعوا إلحاق هزيمة كبرى بجيش قشتالي بقيادة ألفونسو السادس ملك قشتالة وليون.
فوز الجماهير
أسود الأطلس كانوا على الموعد وعند الوعد لم يخيبوا آمال وأحلام وظنون الجماهير الكبيرة التي تعنت وحضرت للملعب وآزرت ووقفت خلف الفريق من مناصري وعشاق ومحبي ومشجعي المنتخب الوطني المغربي من المغرب ومن جميع الدول العربية والأفريقية بحكم المنتخب الوطني المغربي يحمل قلبين بل تعدى الأمر لقلب ثالث من خلال الجماهير الأجنبية التي آمنت بهذا المنتخب.
لعب المنتخب الوطني المغربي في أرضه وبين جماهيره التي رددت وبصوت واحد وعال العبارات التحفيزية والتشجيعية أوه أوه أوه، لمن نشكي حالي، أوه أوه أوه الشكوى للرب العالي، أوه أوه أوه، هو اللي داري بحالي.
أدخلت تلك الهتافات روح الحماس والغيرة الوطنية للشعار الذي يحمله اللاعبون واستمرت الجماهير في الهتاف دون كلل أو ملل طيلة الأشواط الأربعة وأثناء تنفيذ ضربات الترجيح، ناهيك عن الجماهير التي حبست أنفاسها وتسمرت خلف الشاشات التلفزيونية وشاشات الهواتف الذكية وكانت دموعهم غالية امتزجت بفرحة عارمة صاحبها مسيرات فرح عبر عنها الكبير والصغير الملك والأمير والغنى والفقير.
ديما ديما مغرب
وماذا بعد يا مغرب فبعد كرواتيا وبلجيكا وكندا وأسبانيا وبعد هذه الروح القتالية والترابط والإصرار على إثبات الذات والثقة بالله والنفس طيلة المباريات الأربع والإصرار على الفوز، ها أنتم على عتبة اقتحام بوابة دور الأربعة وتٌنتظركم ملحمة تاريخية آخرى قادمة أمام البرتغال يوم السبت ١٠ ديسمبر ٢٠٢٢م الساعة السادسة بتوقيت مكة المكرمة.