“المثلية الجنسية ونظرة الإسلام لها” بقلم: خالد عمر حشوان
المثلية الجنسية هي عادة سيئة وفاحشة من الفواحش التي بدأ الغرب في محاولة نشرها للعالم أجمع ودعمها بشتى الطرق، وما شجعني أن أكتب في هذا الموضوع هو سؤال بعض الأطفال عن هذه الظاهرة السيئة والمحرمة شرعا والتي تحتم علينا تثقيف أبناءنا عن هذا الشذوذ الذي لا يقبله الله ورسوله ولا الدين الحنيف لنمكنهم من التفريق بين الصواب والخطأ والحلال والحرام.
وتعرف المثلية الجنسية بأنها شكل من أشكال الشذوذ الجنسي والذي يتضمن مشاعر خداعة وانجذاب شيطاني جنسي لأفراد من نفس الجنس (رجل مع رجل، وامرأة مع امرأة) بطريقة محرمة شرعا لا يقرها الدين الإسلامي.
موقف الإسلام من المثلية الجنسية :- ينظر الإسلام للمثلية على أنها خروج عن فطرة الله التي خلق الإنسان عليها وأنها خطيئة وجريمة يعاقب فاعلها كما ذكر الله في القرآن الكريم في قصة قوم لوط والذين نزل بِهم غضب الله بسبب أفعالهم الشَهْوَانِية وشذوذهم عن الفطرة بالمثلية الجنسية، وأقر الدين الإسلامي قتل المثليين من الذكور استنادا لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام ” مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ” (رواه أحمد والترمذي وأبو داود).
وأما السُحاق (وهو فعل المرأة بالمرأة) فهو مُحَرّم بلا شك وقد عَدّهُ بعض العلماء من الكبائر ولكن لا حَدّ فيه لأنه ليس بزنى وإنما عقوبته التعزير (أي التأديب من القاضي على ذنب لم يُشْرَع فيه حد وحسب ما يَرى القاضي في أنه يستحق عقوبة تناسب هذا الجُرْم وذنبه).
أسباب المثلية الجنسية :- هناك عدة أسباب “افتراضية” منها النفسية والبيولوجية والبيئية والاجتماعية والهرمونية ونلخصها مع الرد في الآتي:
أولا: الأسباب النفسية :- توجد عدة نظريات منها نظرية التحليل النفسي مثل أسباب الطفولة المُبكّرِة التي تُؤدي لعقدة تجاه الجنس الآخر كالعلاقة السيئة بين الابن ووالدته أو الفتاه ووالدها أو فقد الطفل لأحد والديه فذلك يُؤدي لبحث الطفل عن جنس مُشابه له في الحياة المتأخرة لتعويض ذلك.
ثانيا: أسباب بيولوجية :- توجد بعض الادعاءات الكاذبة أن من يُعانون من شذوذ جنسي لديهم جين خاص (ولم يتم تحديده) يُحدد هذا التوجه وهو أمر غير صحيح وغير مثبت علميا إلى الآن، وهي ادعاءات لدعم المثلية الجنسية ومحاربة الفطرة.
ثالثا: أسباب بيئية واجتماعية :- قد تكون التجارب السيئة والتربية الجنسية الخاطئة سببا للمثلية الجنسية ومثال ذلك تربية الطفل من أم خاضت تجربة سيئة مع رجل بالعنف وكُره الرجال أو أب خاض تجربة سيئة مع امرأة ونقلها لهذا الطفل وتسببت في انجذابه للمثلية الجنسية كما يرى البعض، وأيضا البيئة التي تُمارس هذه المثلية وتتخذه أمر طبيعي كالدول الغربية التي تجعل منه سبب مؤثر لظهور المثلية.
رابعا: أسباب هرمونية :- هناك فرضية أخرى تقول أن المثلية تابعة للتوجه الجنسي الذي يكون مرتبط بالخريطة الدماغية للكائن وفي مرحلة التكوين الجنيني للدماغ تعمل ثلاث هرمونات لتحديد التكوين الجنسي وهي (التستوستيرون – الإستروجين – البروجستيرون) ونسبة التفاوت فيها مؤثر على الشكل الدماغي والعضوي للجنين وتحدد التوجه الجنسي أما أنثى أو ذكر وتتطور الجينات، وأن الأجنة في البداية تكون إناث حتى يتم التغيير وأن 8% تقريبا من حالات الحمل تكون فيها المقادير الهرمونية لا تتناسب مع جنس الجنين لإنتاج توجه جنسي مُغَاير، لذلك يأتي الجنين الذكر أو الأنثى مِثلي التوجه الجنسي حسب رأيهم.
ولكن في الحقيقة أن التغيّر السلوكي هو المؤثر الأكبر والسبب الرئيسي في حدوث المثلية والدليل أنه لو كانت هناك أسباب خُلُقِيّة لما عاقب الله عليها قوم لوط لأن الله الذي خلقهم، ويعلم أنها خُلقِيّة ولا دخل لهم فيها، هذا بالإضافة إلى علاج كثيرا من الحالات المثلية عن طريق بعض الدكاترة (وسوف نتطرق لأحدهم لإثبات ذلك) والتي تثبت أنها تَغيّر في السلوك وتوجه خاطئ يمكن علاجه والتخلص منه.
علاج المثلية الجنسية :- بَحثْتُ كثيرا في هذا الموضوع ووجدت أن هناك دكتور يدعى أوسم وصفي معالج للمثليين وهو طبيب نفسي نجح في مساعدة وعلاج كثيراً منهم باستخدام ثلاث مراحل متصلة للعلاج وقد أضفت لها مرحلة أولى لتصبح أربعة مراحل وهي كالتالي:
- المرحلة الأولى: استشعار مَخَافة الله وعِظَمْ هذه المعصية لأنه يُسَهّلُ الرجوع للصواب وهي التي أغضبت الله لدرجة أن نبي الله إبراهيم عليه السلام حاول المُجادلة في قوم لوط ولم تشفع مُجادلته رغم مكانته عند الله كما قال تعالى في سورة هود “فلما ذَهب عن إبراهيم الروع وجاءته البُشرى، يُجادِلنا في قوم لوط” (الآية-74) وعذبهم الله أشد العذاب.
- المرحلة الثانية: (وهي من مراحل الدكتور أوسم) أن يبعد الإنسان عن أي إثارة لهذا الموضوع حتى بالتفكير والتوقف تماما عن الممارسة أو الخيال لأن التوقف وحده لا يكفي، بل الإرادة القوية والرغبة الصادقة تكون عوامل مُساعِدة دائما للعلاج بفضل الله.
- المرحلة الثالثة: العلاج بتنمية المهارات والتواصل الاجتماعي لأن المثليين كما ذَكر الدكتور لديهم أحاسيس مُرْهَفَة وهم عُرضَة للاكتئاب من أي إساءة تُوجَه لهم قد تتسبب في عودتهم لِمَا كانوا عليه ويفشل العلاج.
- المرحلة الرابعة: التواصل مع الآخرين وتقوية العلاقات الاجتماعية بعيدا عن الرومانسية والعلاقات الجنسية ويشترط الاهتمام بهذه المراحل في نفس الوقت حتى لو طالت فترة العلاج ولكن بحول الله سوف تتبدل الاهتمامات وتتغير المُيُول ويتم العلاج.
شعار “فِطْرَة” لمحاربة المثلية الجنسية:- بعد الدعم الذي لقيته المثلية الجنسية من العديد من الشركات الكبيرة أطلق نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي مبادرة باسم “فِطْرَة” على صفحة في الفيسبوك لدعم الفطرة السليمة التي خلقها الله في البشر والتصدي لمبدأ الشذوذ الجنسي الذي هو ضد الدين وضد مبادئ المجتمع وذلك بشعار ” أَنكِرُوا المُنكر .. وأعلِنُوها للجميع .. الانحرافات البشرية جريمة في حق الإنسانية ” ويتكون من اللون الأزرق والزهري ولقيت دعما كبيرا من المستخدمين وبعض الشركات والشخصيات البارزة في العالم.
ورسالتي الأخيرة أن المثلية الجنسية هي كبيرة من كبائر الذنوب وفاحشة من أعظم الفواحش المُحَرّمة في الدين وتقود إلى محبة الفواحش وبُغْض العِفّة والفطرة، وما كان غضب الله على قوم لوط إلا دليلا واضحا على شدة عذاب الله لهذه الفاحشة، إذ قَلب الله عليهم قريتهم ورفعها عَالِياً وجعل عَالِيها سافِلها ثم تَلى ذلك بِصَيحة عظيمة ومطرا بحجارة من سِجّيل فأبادهم الله عن آخرهم وكانت قصتهم عبرة للمعتبرين.