“الكويت تجمعنا مجددا” بقلم فاضل بن ربيع المزروعي
تعود دورة كأس الخليج من جديد مواصلة نجاحاتها التي إمتدت إلى إربعة وخمسين عاما ، حيث كان ميلادها الأول في البحرين في عام ١٩٧٠ ، لتنضم إليها دول المنطقة تباعا وبإشراك العراق في الدورة الرابعة ،ثم اليمن التي شاركت في النسخة السابعة عشرة في الدوحة ،الدورة التي نظمتها الدول الثمان،دول مجلس التعاون الست إضافة للعراق واليمن وفق الحروف الأبجدية لعدة سنوات ،لكن الأمر تغير وأصبح التنظيم وفق الملف المقدم ،لذلك تعود الكويت بتنظيم الدورة(٢٦) من جديد بعد أن نظمت النسخة(٢٣) .
وهذا النظام أتبع بعد إشهار اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم.
رغم إستمرار البطولة طوال السنوات الماضية إلا أنها لم تخل من بعض المنغصات وأبرزها الإنسحابات حيث إنسحبت البحرين مرة واحدة وكذلك السعودية بينما إنسحب العراق مرتين ،لكن رغم ذلك ضربت الدول المشاركة مثالا للتلاحم رغم بعض الأحداث السياسية التي عاشتها المنطقة.
إن القادة الرياضيين والمسئولين في المنطقة ينسبون الفضل الكبير في تطور رياضة كرة القدم بالمنطقة لكأس الخليج التي ساهمت بشكل مباشر في إرتقاء المستوى الفني للمنتخبات الخليجية التي نجحت في الوصول إلى كأس العالم أمثال العراق والكويت والإمارات والسعودية وقطر ، وأيضا الظفر بلقب آسيا عدة مرات ،ولا يزال القادة مؤمنون إيمانا كبيرا بدور البطولة إلى جانب تحقيقها لكثير من الأهداف السامية أبرزها التآخي والتقارب بين شعوب وشباب الدول المشاركة وتوسيع آفاق التعاون بين الدول في القطاعين الرياضي والشبابي.
على مستوى المنافسة والألقاب ،يحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي لكأس الخليج بعشرة ألقاب يليه المنتخب العراقي ثم السعودي والقطري والاماراتي والعماني ثم البحريني ، ولم يظفر المنتخب اليمني بأي لقب بعد .
تعود البطولة من جديد نهاية الشهر القادم في إستضافة الكويت وأعلنت المنتخبات مشاركتها بكل نجومها حيث أعلنت الاتحادات الخليجية مواعيد إيقاف دورياتها المحلية لاتاحة الفرصة للمنتخبات التحضير للبطولة رغم أن غالبيتها توقف للتو من تصفيات كأس العالم التي إنطلقت في سبتمبر الماضي .
مشاركة المنتخبات بكل ثقلها يظهر مدى جدية المشاركة والسعي إلى المنافسة على اللقب ما يعطي النسخة( ٢٦) طابع تنافسي قوي ومستويات فنية متوقعة .
وبالنسبة لمنتخبنا الوطني الذي ظفر بلقبين أولهما من أرض السلطنة وبالتحديد لقب النسخة(١٩) وكانت المرة الأولى في تاريخه ،والثانية من الكويت في النسخة(٢٣)،حيث يتطلع بأن يكون حاضرا بقوة من خلال المجموعة الأولى التي تضم إلى جانبه كل من الكويت المستضيف وقطر والإمارات ، ورغم أن الحديث يدور بين مشاركة المنتخب بالفريق الأول الذي يخوض حاليا تصفيات كأس العالم بجل عناصره أو المشاركة بفريق مطعم بعدد من العناصر الشابة ، إلا أن الأمر يبقى في كلا الحالتين بمطالبة المنتخب بالحضور القوي بعد ان ظهر كمنافس قوي في النسخ الأخيرة للبطولة فلعب في النهائي خمس مرات كان آخرها مع المنتخب العراقي في النسخة الماضية بالبصرة، ومن خلال المرات الخمس فاز بلقبين ما يجعل الجماهير العمانية تطالب بفريق منافس آملة أن يتواجد الفريق في الدور الثاني على أقل تقدير وتجاوز الدور الأول خاطفا إحدى بطاقتي المجموعة.
نشير بأن كأس الخليج تحظى بتفاعل جماهيري كبير وهي من أبرز عناصر نجاح البطولة إلى جانب الهالة الإعلامية التي ترافق البطولة سواء من الإعلام الخليجي الذي يفرد مساحات كبيرة سواء على مستوى المطبوعات أو البرامج التلفزيونية ، أو من قبل إهتمام الاعلام العربي الدولي .
نتوق جميعا إلى مشاهدة نسخة جديدة لكأس خليج مثيرة ،ونتطلع لبروز نجوم جديدة كما أبرزتها البطولة خلال سنواتها الماضية سواء نجوم عمانية مثلت الأحمر منذ النسخة الثالثة أو نجوم المنتخبات الخليجية الأخرى التي تألقت مع منتخباتها وقادتها إلى كأس آسيا وكأس العالم .