الكونغرس يدفع بايدن إلى مواجهة بعد رفع سقف الدين وخفض الإنفاق
أ ف ب – العربي
أقر الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون يرفع سقف الدين الوطني بالتوازي مع خفض الإنفاق الفيدرالي، في مسعى منهم لجر الرئيس جو بايدن إلى مواجهة، رغم ما يرتبه ذلك من مخاطر باحتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.
وتتوقع الحكومة الأمريكية أن تصل إلى سقف الدين المحدد في غضون أسابيع، ما يزيد من احتمال تخلف أكبر اقتصاد في العالم عن السداد والتسبب بأزمة في الأسواق العالمية.
وأقر مشروع قانون “الحد والتوفير والنمو” في مجلس النواب بغالبية ضئيلة من 217 نائباً مقابل 215، ولكن سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ والبيت الأبيض تجعل من الصعب تحوله إلى قانون.
وسعى الجمهوريون جاهدين لإمرار القانون في مجلس النواب بهدف تعزيز موقفهم في المفاوضات مع بايدن الذي يرفض بشكل حازم الموافقة على أي خفض في الإنفاق مقابل رفع سقف الدين.
واحتفل بالفوز رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، الذي أجرى مفاوضات محمومة لتعويض أصوات بعض النواب الجمهوريين الرافضين لمشروعه، قائلاً إن مشروع القانون هذا من شأنه أن يعيد أمريكا “إلى المسار الصحيح”.
وأضاف “مجلسنا اجتمع لتمرير الخطة الوحيدة في واشنطن التي ستعالج سقف الدين وتوقف الإنفاق الفدرالي المفرط والمتضخم”.
وينظر إلى هذه المواجهة على أنها اختبار لقيادة مكارثي الذي وصل إلى رئاسة المجلس في يناير (كانون الثاني) الماضي، من خلال تعهده للجناح اليميني المتشدد في الحزب الجمهوري بخفض الإنفاق الفدرالي.
ومباشرة بعد الانتهاء من التصويت، انتقد البيت الأبيض التشريع الذي يقطع الرعاية الصحية عن المحاربين القدامى وأمريكيين آخرين ويوسع التخفيضات الضريبية للأثرياء.
وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار “أوضح الرئيس بشكل جلي أن لا فرصة أمام مشروع القانون هذا ليتحول إلى قانون”.
وأضافت “يتعين على الجمهوريين أعضاء الكونغرس التحرك بشكل فوري ودون شروط لتجنب التخلف عن السداد، وضمان عدم تعريض سمعة الولايات المتحدة والتزاماتها للخطر”، محذرة “هذه هي وظيفتهم”.
وتبلغ ديون الولايات المتحدة 32 تريليون دولار تقريباً، وهو رقم تراكم في ظل حكم رؤساء ينتمون للحزبين الرئيسيين على مدى عقود.
ويرفع مشروع القانون الجمهوري المكون من 320 صفحة حد سقف الدين حتى مارس (آذار) 2024، ما يمهد الطريق لمواجهة أخرى للحد في خضم الحملات الانتخابية الرئاسية، أو حتى يصل الدين إلى 32.9 تريليون دولار.
ولكنه يخفض الإنفاق الفدرالي بشكل كبير ويلغي أجزاء رئيسية من برنامج بايدن، مثل مساعيه لإلغاء ديون الطلاب ومكافحة التغير المناخي.
ورفض بايدن قبول أي زيادة في سقف الدين تتضمن خفض الإنفاق، ويأمل مكارثي في أن يؤدي إقرار مشروع القانون لإجباره على التفاوض.
وتعتبر ديون الخزانة الأمريكية أساس تقييم الأصول الآمنة في العالم، ومعدلات فائدتها هي الأساس لتسعير المنتجات والتعاملات المالية في جميع أنحاء العالم.