الفرق الأهلية تواجه واقعا صعبا
الفرق الأهلية ذلك المصطلح الذي عرف سابقا بفرق الحارات أو الأحياء، ظهر منذ فترة مبكرة حتى ما قبل النهضة المباركة، وعرفت عدة فرق حظيت بصيت عال في جميع ولايات ومدن وقرى السلطنة دون إستثناء ، فبعض تلك الفرق إندمجت وشكلت أندية بولاياتها ، وبعضها حافظ على مسماه وإستقلاليته وأستمر في أداء دوره.
فالفرق الأهلية تعاظم عددها في أرجاء محافظات وولايات السلطنة وتطورت بصورة كبيرة ، فلم يعد الفريق الأهلي كما في السابق مجموعة من شباب الحارة يجتمعون ويشكلون فريق تحت مسمى ( الحي) أو المنطقة أو مسمى عام نسبة لموقعة تاريخية مثل القادسية وحطين أو إقتباسا من أسماء أندية عربية مثل الأهلي والزمالك والسد والعربي والترجي وغيرها ، بل أصبحت فرق لها مجالس إدارات وأعضاء وإشتراكات سنوية ، وتطورت الفرق إلى أن أصبحت تمتلك مقار وملاعب معشبة وبعضها تملك أكثر من ملعب ،كما تملك بعضها إستثمارات تدعم دخل الفريق ،لكن قلة منها من تملك مشاريع إستثمارية.
كانت الفرق بالصورة النمطية المعروف عنها أنها فرق كرة قدم ، لكن تلك الصورة تغيرت فأصبحت الفرق رياضية تنشط فيها عدة ألعاب ، وثقافية وإجتماعية من خلال دورها في المجتمع بمشاركتها في الاحتفالات الوطنية والفعاليات العامة، كما نشطت كثير منها في الجانب الثقافي من خلال المسرح والفنون التشكيلية والإبداعات الشبابية.
مع الشكل الحديث للفرق الأهلية بالسلطنة التي يقترب عددها إلى ٩٠٠ فريق وفق آخر عدد سجل في بطولة ( شجع فريقك) الذي نظمتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب خلال مواسم قريبة مضت ، أصبحت الفرق الأهلية تصرف الكثير من المبالغ من أجل الإستمرار ، وكما ذكرنا سابقا أن قلة منها تمكنت من إيجاد مداخيل من خلال مشاريع إستثمارية إلا أن السواد الأعظم تستقي مداخيلها من خلال الإشتراكات السنوية ودعم الآيادي البيضاء من أعيان وتجار المنطقة .
في التسعينيات طرقت الفرق الأهلية باب (وزارة الشؤون الرياضية ) سابقا ، من أجل الحصول على تشريعات وقوانين تنظم عملها ،كما بحث عن الدعم الحكومي لضمان إستمراريتها وتنفيذ برامجها، لكن الوزارة أحالت ذلك إلى الأندية التي طلبت منها تقديم مقترحات للوائح والقوانين المنظمة، فقدمت مرئياتها التي أسفر عن إلزامية انضمام الفرق إلى الأندية والإنتساب لها حتى تتمكن من العمل وتنظيم المسابقات والمشاركة على حدود الولاية أو خارجها في إطار قانوني ، وباتت الفرق تدفع للأندية رسوم الإنتساب سنويا ، لكنها في المقابل لا تتلقى أي دعم مادي.
جهود فردية قامت وتقوم بها الفرق الأهلية من أجل تسيير أمورها وتسديد إلتزاماتها ولعل من أهم تلك الإلتزامات هي فواتير الكهرباء والماء ومصاريف الصيانة وأجور العمال ، حيث تحاول جاهدة في الحصول على الدعم ،لكنها تبقى عاجرة عن ذلك إلا ما تيسر ، كما أن المبادرات لا تصلها بسبب وجود الأندية التي غالبيتها أحوج من الفرق الأهلية .
فرغم ظهور بعض المبادرات من قبل بعض البنوك في إنشاء ملاعب معشبة تحت مبادرة ( الملاعب الخضراء) بإستهداف فرق معينة تنطبق عليها معايير المبادرة،فقد حملت تلك المبادرات عبئا كبيرا عن تلك الفرق ،لكن تلك المبادرات توقفت ، ولم نر مبادرات مشابهة .
الفرق الأهلية بالسلطنة تصارع الواقع المرير من أجل البقاء والإستمرار لتحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها بتقديم خدمتها للشباب والمجتمع .
الواقع المؤسف أن أنديتنا التي تعمل تحت مظلة وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبدعم منها ، تئن وتعاني من وطأة الظروف المادية التي تعيشها والتي أجبرت العديد منها في تجميد غالبية أنشطتها ، ولم يبق منها إلا المبنى واللوحة المعلقة على مدخل النادي، فما بالك بحال الفرق الأهلية!!