العراق وإيران يعززان علاقاتهما بـ 14 اتفاقية
أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في بغداد، توقيع «14 مذكرة تفاهم» بين البلدين كمقدمة «لتعزيز التعاون» الثنائي، وذلك في أول زيارة يجريها بزشكيان إلى الخارج بعد انتخابه، فيما كرر السوداني الحديث عن رفض حكومته استغلال الأراضي العراقية للقيام بأعمال تهدد أمن إيران، بينما شدد الرئيس الإيراني على أن طهران تريد «عراقاً قوياً مستقراً آمناً مستقلاً».
وحطّت طائرة بزشكيان بعد ساعات من وقوع هجوم على منشأة دبلوماسية أمريكية في مطار بغداد الدولي من دون تسجيل إصابات، على ما أكّدت السفارة الأمريكية في العراق أمس الأربعاء.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، مساء أمس الأول الثلاثاء، قال مسؤول أمني عراقي كبير طالباً عدم الكشف عن هويته إنّ صاروخين من نوع كاتيوشا«سقطا»أحدهما على سياج مكافحة الإرهاب والثاني داخل قاعدة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وكان بزشكيان قد وصل إلى العاصمة بغداد، والتقى نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ثم توجه إلى القصر الحكومي حيث وقّع مع السوداني 14 مذكرة تفاهم في مختلف المجالات حسبما أكّد المسؤولان. وتشمل المذكرات الموقّعة مجالات التربية والإعلام والاتصالات والزراعة والمناطق الحرة العراقية-الإيرانية.
وقال السوداني إن هذه المذكرات ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة السابقة خارطة عمل واعدة للمضي في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، مؤكدا أنه كلما اتسعت هذه الشراكات، فإنها تنعكس إيجاباً على مستوى الاستقرار الاقليمي.
من جهته، أكّد بزشكيان أنه والسوداني بحثا في مشاريع استراتيجية على المدى البعيد ستؤدي إلى تعاون أكبر بين البلدين.
وتستمر زيارة بزشكيان ثلاثة أيام يعقد خلالها، بالإضافة إلى الاجتماعات الرسمية، لقاءات مع إيرانيين ورجال أعمال، حسبما أفادت الرئاسة الإيرانية. وسيزور مدن النجف وكربلاء والبصرة وكذلك إقليم كردستان العراق.
وجدّد السوداني، خلال مؤتمر صحفي رفضه توسعة الصراع المستمر منذ أكثر من 11 شهرا في قطاع غزة.
وقال مواقفنا المشتركة إزاء هذا العدوان واضحة وصلبة وأكدنا في أكثر من مناسبة رفض توسعة الصراع وأننا ضد خرق سيادة الدول، داعيا المجتمع الدولي إلى أن يطلع بمهامه القانونية والأخلاقية.
وقال السوداني إن بغداد أكّدت موقفها المبدئي والدستوري والقانوني بعدم السماح لأي جهة بارتكاب عدوان أو عمل مسلح أو تهديد عابر للحدود ضد إيران يتخذ منطلقا من الأراضي العراقية.
وأضاف: نجحنا في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية عند المناطق الحدودية.
بدوره، شدد الرئيس الإيراني على أن طهران تريد«عراقاً قوياً مستقراً آمناً مستقلاً»
وقال إن حرب إسرائيل على قطاع غزة كشفت الدول الأوروبية والغربية على حقيقتها.
من جهته، دعا الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، إيران إلى «إطلاق مياه الأنهر الحدودية المشتركة والتوصل إلى تفاهمات مُرضية للجميع حول تقاسم المياه».
وقال رشيد أيضاً، إنه بحث مع بزشكيان «تفاهمات جديدة وصيغة مناسبة لتسديد المستحقات المالية على الحكومة العراقية للجانب الإيراني وبالعكس».
وقال بزشكيان: «اتفقنا على تشكيل فريق من الخبراء بين البلدين يتولى وضع الخطط الاستراتيجية طويلة الأمد، تؤسس لتعاون وثيق لاستغلال الفرص المتاحة، ولتحقيق هذه الغاية فإننا في حاجة إلى تفعيل الاتفاقيات بين البلدين».