“الذكاء الاصطناعي: إلى أين يصل بنا؟” بقلم : خميس الحربي
في أحد المؤتمرات التي حضرتها استوقفتني مداخلة لأحد الباحثين أشار فيها إلى أن الخوف من كل جديد هو سمة مشتركة لدى البشر وأننا نميل إلى التشبث بما هو مألوف سواء أتى التطور من الغرب أو الشرق وأكد الباحث إلى أن فهمنا الحالي للذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تآكل هويتنا إذا استمر على مساره الحالي وأكمل حديثه بذكر العديد من الجوانب السلبية للذكاء الاصطناعي متجاهلاً الفوائد العديدة التي يمكن أن يوفرها.
لا شك أن الذكاء الاصطناعي أصبح حديث الساعة وكمثل أي تكنولوجيا جديدة نجد صعوبة في تقبله في البداية إلا أنه مع مرور الوقت يتحول إلى جزء أساسي لا غنى عنه في حياتنا في الحقيقة الذكاء الاصطناعي هو نتاج العقل البشري وإبداعه وقد صمم ليكون أداة مساعدة في مختلف جوانب الحياة ورغم المخاوف التي قد تحيط باستخدامه يظل الذكاء البشري قادرًا على تجاوز أي تحديات يفرضها الذكاء الاصطناعي بفضل القدرة الفريدة على الابتكار المستمر وخلق خوارزميات تتفوق عليه.
لا داعي للقلق من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل تهديدًا لهويتنا بل ينبغي أن نتعامل معه بحكمة ووعي للاستفادة من إمكاناته نحن نعيش في زمن تتسارع فيه المعلومات والمعرفة بوتيرة غير مسبوقة حيث أصبحت التكنولوجيا محاكية لقدرات البشر ولذا أرى أن تبني الذكاء الاصطناعي واستخدامه بشكل إيجابي في مختلف المجالات هو الطريق الأمثل للتقدم.
رغم التشاؤم الذي قد يظهر عند البعض تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي فإنني أؤكد أن هذه النظرة ستتغير مع مرور الأيام والسنوات حيث سيثبت الذكاء الاصطناعي جدارته كجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية مؤديًا إلى تحسينات ملموسة في الكثير من المجالات.
في النهاية الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية تعتمد على كيفية توجيهنا واستخدامنا لها ومع مرور الوقت سيتضح لنا مدى الفوائد الكبيرة التي يمكن أن يقدمها لنا ومهما كانت المخاوف، يبقى القرار بأيدينا في تحويله إلى رافد للتطوير والنجاح.