“الدوري بلا غلة وفيرة” بقلم : فاضل بن ربيع المزروعي

توقف قطار دوري عمانتل للموسم الرياصي ٢٥/٢٤ بعد إثنتي وعشرين جولة ، وجاء اللقب من نصيب نادي السيب عن جدارة وإستحقاق وجاء النهضة وصيفا ونادي عمان ثالثا في سيناريو مكرر لختام الموسم الماضي.
إنتهى الدوري بكل ماحمل من ايجابيات وسلبيات ، رغم أن السلبيات للأسف طغت على إيجابياته حيث خرج الدوري بلا غلة وفيرة !
فالمستوى الفني للدوري كان ضعيفا لم يظهر أي مستوى تنافسي ولا إرتفاع في وتيرة التنافس من جولة لأخرى ، ومضت الجولة تلو الأخرى ببطء وهدوء مع توقفات إلزامية بسبب مشاركة المنتخب الوطني بكأس الخليج وتصفيات كأس العالم .
وعاش الدوري حالة فريدة عندما تهددت الفرق الواقعة بين المركز الرابع والأخير بالهبوط إلى الدرجة الأولى ، ولعبت الفرق لعبة الكراسي الموسيقية حتى الجولة قبل الأخيرة التي أعلن من خلالها لهابط الأول نادي صور ،بينما أعلن الهابط الثاني في الجولة الأخيرة وكان نادي عبري هو من رافق صور إلى الدرجة الأولى .
حقيقة مرة أن يتواصل الإنحدار الفني لدورينا الذي لم يقدم نجوما محلية يشار لها بالبنان إلا ماندر ،كما غاب اللاعب الأجنبي الذي يشكل إضافة إلى دورينا ،فظهر أغلبهم بمستويات لا تميزه عن اللاعب المحلي وذهب بعضهم بأن يكونوا في دكة الإحتياط .
طبعا هنالك العديد من الأسباب التي تؤثر على انخفاض المستوى ولعل أبرزها ،الإعداد المتأخر للدوري وضعف جودته، فكثير من الأندية ومنها أندية المقدمة بدأت قبل شهر تقريبا من موعد إنطلاق الدوري بدون كامل لاعبيها ولعبت معظمها مباراة إلى مباراتين تحضيريتين لينطلق بعدها الدوري.
وهذا الإعداد كفيل بأن تكون البداية ضعيفة ،أضف لذلك الإستقطابات الضعيفة للاعبين الأجانب والتي تأتي أغلبها للتجربة نظرا لأنها جاءت دون إطلاع ومعاينة وأعتمد الأندية على السماسرة ،ماجعل معظم الصفقات فاشلة، كما عجزت معظم الأندية في إستقطاب كفاءات فنية تدريبية،فشهد الدوري تنقل المدربين من ناد لآخر خلال جولات قلائل لتنتهي القصة بالاعتماد على المدرب الوطني( مدرب الطواريء)، وكم هو مهم أن يبدأ المدرب مع الفربق في فترة الإعداد وليس مع إنطلاق الدوري ما يجعل المدرب عجازا عن التغيير والتعديل في الفريق .
نعود إلى السبب الأدهى والأمر الذي تعيشه كرة القدم بالسلطنة وهو قلة الدعم ،فالأندية أصبحت تصرف مئات الآلاف من الريالات من أجل موسم واحد دون أن تجد في المقابل دعم وافي وكافي للتنافس على المراكز الأولى فتلعب بالمتيسر، حتى الأندية التي فازت بالمراكز الأولى لا تحظى بمكافئات تغطي ولو جزء من تكلفة الموسم .
ومع قلة الدعم الحكومي للأندية يغيب القطاع الخاص عن المشاركة في دعم الأندية لأن السبب كما يشاع غياب المنتج الجاذب ،لتستمر الجدلية بين الجانبين ،القطاع الخاص يريد منتج جاذب وكرة القدم تريد الدعم لتقدم منتج قوي وجاذب ،فمن يأتي أولا المال أو المنتج؟
لا نتجاهل بأننا نملك المواهب ،لكنها تفتقر إلى الصقل. فتظهر من حين لآخر مواهب كروية لكنها لا تتطور بسرعة لضعف الصقل والبناء في الأندية التي تتدرب لساعتين في اليوم وبعضها أقل فتظهر بسرعة وتختفي أسرع ،ولا ننسى أيضا عدم تفرغ اللاعب من إرتباطاته العلمية والعملية التي تمنع تواجد بعضهم في تدريبات النادي في جميع حصص تدريباته.
هي أسباب ومسببات وظروف لم تتغير منذ عقود ،ومن عام لآخر تزداد فواتير المشاركة في الدوري لكن آلية الدعم تظل كما هي ،في إنتظار تطبيق تجربة الخصخصة على بعض الأندية والتي أعلن عنها لكنها لم ترى النور بعد!