مقالات

“الحصاد على قدر الجهد” بقلم : فاضل بن ربيع المزروعي

إذا خططت بصورة ناجحة ،ووضعت برامجك وإستراتيجياتك ثم أهدافك ، بعدها تتبعت إنجاز هذه الأهداف وفق الجدول الزمني الذي وضعته لها ، ستبدأ في تحقيق النتائج فتضعها تحت القياس ، فإن حققتَ النتائج المرجوة فعليك أن تسعى لتحسينها ، وإن حققت أقل ماترجو فعليك أن تراجع برامجك وتبحث عن الحلول الناجعة لتحقيقها ، كمن يزرع بذرةويرجو بعيد حين حصاد ثمارها !

خلال فترة وجيزة جدا ،تلقى الوسط الرياضي الكروي صدمات متتالية جراء نتائج المنتخبات الوطنية المشاركة في عدة محافل رسمية ،وأي منتخبات؟
إنها منتخبات ( المستقبل) التي يعول عليها في قادم السنين أن تكون عماد المنتخب الأول والتي من المفترض أن تكون حجر الأساس لبناء المنتخب الذي سيشارك في تصفيات كأسي العالم عاما ٢٠٣٠ و ٢٠٣٤ تطابقا مع أعمار للاعبي هذه المنتخبات .
فالمنتخب الأولمبي للتذكير بطلا لغرب آسيا في مارس الماضي ،يشارك حاليا في تصفيات كأس آسيا لمنتخبات تحت ٢٣ سنة المقامة في كمبوديا منقوصا بأبرز ثلاثة لاعبين ،فقد المنافسة على البطاقة الثانية التي تؤهله إلى نهائيات كأس آسيا لنفس البطولة ، وبعدها بيومين خسر منتخب الشباب المشارك في كأس الخليج من منتخب اليمن في نصف النهائي وودع البطولة لعدم وجود مركز ثالث .

المتتبع لهذه المشاركات يستشف غياب التخطيط وربما عدم الإهتمام الكبير والخاص لهذه الفئات التي المفترض أن تكون كما ذكرنا نواة المنتخب الأول ومورده الأساسي في المستقبل القريب .
فالأولمبي قبل سفره إلى كمبوديا التي تستضيف تصفيات مجموعته سُحب منه ثلاثة لاعبين أساسيين ومتميزين وهم عاهد المشايخي وسلطان المرزوق وحمد النعيمي ، الذين تم إستدعاهم من قبل مدرب المنتخب الوطني الأول كيروش للمشاركة في معسكر تركيا ثم البطولة الودية لاتحاد وسط آسيا بحجة إعدادهم ضمن المنتخب لمبارتي تصفيات كأس العالم المقرر لها في الدوحة أكتوبر المقبل ماجعل الأولمبي يعاني في مبارياته وظهر ذلك في الأداء والنتائج وتوديع كأس آسيا .
بينما منتخب الشباب الذي شارك في بطولة كأس الخليج التي إستضافتها المملكة العربية السعودية ،شارك بعد أن تم تجميعه لإسبوعين تقريبا ،سبقه توقف طويل جدا لهذه الفئة العمرية المهمة ومع ذلك تم المشاركة به، وكانت النتيجة الخروج أيضا .
ومن المستغرب والذي يؤكد غياب التخطيط أو بمعنى أخر غياب الإهتمام بمنتخبات الفئات السنية توقف منتخب الناشئين لفترة ليست بقصيرة والإعلان المتأخر عن القائمة وعدم الكشف عن الجهاز الفني بعد برغم أن المنتخب تنتظره مشاركة في شهر أكتوبر المقبل .

لماذا يحدث هذا.. الرد أن الإهتمام منصب جله حاليا على المنتخب الأول الذي تنتظره مباراتين تاريخيتين أمام الإمارات وقطر بتصفيات الملحق الآسيوي فهو أهم من كل المشاركات الأخرى، وهذا الرد جاء من أقرب الناس إلى اتحاد كرة القدم.
نتفق جميعا أن تصفيات الملحق الآسيوي المؤهلة لكأس العالم هي الحلم الذي يراود الجميع ونشعر معا بأنه بات قريب من تحقيقه ، وأن المنتخب الأول الأجدر بالإهتمام ،لكن في المقابل لا نهمل المنتخبات الأخرى الأقرب إلى المنتخب الأول،لأنه لا قدر الله إن لم يوفق المنتخب في التأهل إلى المونديال الإمريكي فإننا سنعود إلى بناء منتخب جديد،حينها سنجبر على البحث عن عناصر جديدة، وهي من المفترض تلك التي فقدناها من خلال خروج منتخبات الأولمبي والشباب من المشاركات الماضية ، ما يجعل البحث وسط الحطام مكلف وصعب.

هنا نعود إلى أهمية ترتيب المهام في برنامج العمل إن أردنا النجاح ، ونأمل أن يكون مصحوبا بالشفافية لأنه باختصار كرة القدم لعبة الجميع وكلنا شركاء بها.

وعلينا تجنب المثل العربي القائل:”إذا زرعت شوكا ،فلن تحصد عنبا !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى