الحرب تدفع محطة زابوريجيا النووية نحو “مصير” فوكوشيما اليابانية
وكالات – العربي
رعب يسود كل مكان في زابوريجيا مع تزايد الخطر من حدوث كارثة نووية في محطة الطاقة الأكبر في أوروبا، بسبب تكرار الهجمات والاشتباكات بين الجيشين الروسي والأوكراني.
خطر محدق
ويستشعر عدد كبير من السكان بالخطر المحدق، ومن بينهم ناديا هيز، الممرضة الأوكرانية التي تعيش قرب المحطة، وتتسلح بحبوب اليود، وجميع الاحتياطات اللازمة بما فيها الحظ الذي مكنها من العثور على قبو قديم ستلجأ إليه مع عائلتها حين الضرورة، لتجنب الموت بفعل الإشعاعات النووية، وفقاً لما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست”.
منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) 2022، وخطر نشوب كارثة نووية في زابوريجيا قائم ومحتمل، أما الآن وبعد انهيار سد كاخوفكا في 6 يونيو (حزيران) الماضي، في قصف لم تعترف روسيا إلى الآن بفعله رغم الاتهامات الأوكرانية المباشرة، فقد أصبح مضاعفاً، بسبب قلة مياه التبريد الواصلة إلى المحطة.
هجوم روسي محتمل
وجاء تخريب السد في بداية الشهر الماضي، بعد تحذير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 من خطة روسية محتملة لمهاجمة كاخوفكا، وبعد الكارثة، أصبح زيلينسكي أكثر قلقاً وتشدداً حيال خطة روسية أكبر، تهدف إلى تدمير محطة زابوريجيا بالكامل.
تعمل روسيا على تنفيذ الخطة تدريجياً، وهي بدأت أولى خطواتها فعلياً بحسب مسؤولين في الجيش الأوكراني، ويقول رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، الجنرال كيريلو بودانوف، إن الروس زرعوا متفجرات بجوار 4 من 6 مفاعلات نووية في زابوريجيا.
وقال متحدث باسم الجيش الأوكراني: “خطر وقوع انفجار في زابوريجيا يبدو وشيكاً، وقد يحدث هذا بخطأ بشري، بسبب انتشار المتفجرات والألغام في كل محيط المحطة، أو بسبب انفجار عرضي، غير مباشر”.
يوم الجمعة، أصدرت وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية بياناً خطيراً، قائلة إن المشرفين الروس على المحطة تم إجلاؤهم، وأن الموظفين الأوكرانيين العاملين بشركة الطاقة النووية الحكومية الروسية يجب أن يغادروا بحلول 5 يوليو (تموز) الجاري، وأشار البيان إلى أنه سيتم إلقاء اللوم على أوكرانيا في حال حدوث أي كارثة.
ما قبل الكارثة
وبدأت أوكرانيا استعداداتها للتعامل مع الكارثة المحتملة، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن رئيس وزارة الداخلية الأوكرانية، عن بدء تدريبات على جميع مستويات الحكومة للتعامل مع انفجار نووي.. وقد تضمنت التدريبات خططاً لعمليات إخلاء، وإغلاق طرق، وإنشاء نقاط تفتيش لفحص الإشعاع في أجسام السكان.
ودعت السلطات الأوكرانية، السكان غير القادرين على المغادرة بسرعة في حال حدوث كارثة، إلى إغلاق نوافذهم، ومكيفات الهواء،
بالنسبة للسكان غير القادرين على الإخلاء في الوقت المناسب، حث المسؤولون على توفير المأوى في مكانه، والتأكد من إغلاق نوافذ التهوية بقطع قماش مبللة، ومكيفات الهواء، وارتداء الأقنعة الواقية عند الخروج.
وسيطرت روسيا على محطة زابوريجيا النووية بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب. وعلى مدار الأشهر الماضية، تعرضت المحطة لقصف مدفعي متكرر أدى إلى قطع الكهرباء، والآن تواجه المحطة عطلاً في عمليات التبريد، بسبب نقص إمدادات المياه بعد تدمير سد كاخوفكا.
وبسبب تدمير السد، تراجع منسوب المياه في حوض التبريد إلى 16 متراً، متجاوزاً المستوى الأدنى للمياه اللازمة لعمليات التبريد بأربعة أمتار فقط، وهذا التراجع الخطير دفع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لإجراء تفتيش طارئ للمحطة النووية بعد أيام من تدمير سد كاخوفكا.
عبء إضافي
ويمثل نقص عدد الموظفين العاملين في المحطة، عبئاً إضافياً على الحكومة الأوكرانية، ويبلغ عدد العاملين هناك الآن 3 آلاف من أصل 11 ألفاً، وهو عدد بالكاد يكفي للحفاظ على سلامة المحطة.
وقال موظف أوكراني لا يزال يعمل في المحطة، إن “خطر وقوع هجوم إرهابي مرتفع”، وقال إن المصنع قد قلل بالفعل من كمية المياه المستخدمة في تبريد المفاعلات.
ويحذر المسؤولون الأوكرانيون وخبراء الطاقة الذرية من أنه بدون تبريد كاف، يمكن أن يسخن قلب المفاعل، ما يسمح بتراكم خليط متفجر من غاز الهيدروجين والبخار الذي يمكن أن يؤدي إلى تمزق هيكل الاحتواء وتفجير كميات خطيرة من الإشعاع في الهواء.
وقال مسؤول أوكراني، وخبراء في مجال الطاقة، إنه من غير المرجح أن يشابه الانفجار المحتمل لمحطة زابوريجيا، كارثة تشيرنوبل، لكنه قد يبدو أشبه بكارثة محطة فوكوشيما اليابانية في 2011.