الدول العربية

السودان.. اشتباكات بالأسلحة الثقيلة تسدُّ الأفق السياسي

وكالات – العربي

أفادت تقارير إعلامية، اليوم السبت، عن اندلاع معارك عنيفة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع غربي الخرطوم، شهدت استخداماً للأسلحة الثقيلة.

ومنذ مساء أمس الجمعة، وقعت اشتباكات بين طرفي النزاع في السودان بعد تعثر الهدنة الأخيرة التي كانت تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار والحد من الأزمة الإنسانية، فضلاً عن فرض واشنطن لعقوبات على الطرفين.

تجدد النزاع

أفادت قناة “روسيا اليوم” الروسية، بأن الاشتباكات تجددت بشكل عنيف صباح اليوم بمنطقة أم درمان القديمة، بشارعي الــ40 والموردة، حيث شهدت انفجارات عنيفة واستخداماً للأسلحة الثقيلة وتبادلاً كثيفاً لإطلاق النار بين الطرفين.

ولفتت إلى أن منطقة الاشتباك تشمل مجموعة من المواقع الاستراتيجية بما فيها الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون السوداني الرسمي، إلى جانب مباني رئاسة شرطة محلية أم درمان ومقر المحلية نفسها، كما أنها تعد منطقة متاخمة لعدد من المستشفيات والأحياء الحيوية المكتظة بالسكان وقربها من جسر شمبات الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

وأشارت إلى سماع دوي انفجارات متتالية وسط وجنوب العاصمة السودانية الخرطوم، وبعض الأحياء والطرق المجاورة للمنطقتين لاسيما شارع الغابة والمنطقة الصناعية التي تتجدد فيها المعارك بشكل يومي، كما تم تسجيل حركة تحليق لطيران الاستطلاع التابع للجيش السوداني في منطقة أم درمان.

اتهامات للجيش

وفي صحيفة الراكوبة السودانية، حملت قوات الدعم السريع، الجيش السوداني مسؤولية تعليق مفاوضات جدة، التي ترعاها ‏السعودية والولايات المتحدة، وتهدف إلى وقف إطلاق النار بين الطرفين، بعد نزاع ‏مستمر منذ قرابة الشهرين.‏

وأوضحت في بيان لها، أن “وفد الجيش السوداني حضر إلى جدة بواجهات متعددة، تمثل عدداً من مراكز اتخاذ القرار، وبلا صلاحيات أو تفويض، ما أحدث ربكة وتأخيراً في المباحثات، انعكس ذلك في عدم الالتزام الواضح من جانبهم باتفاق وقف إطلاق النار، ما جعل الهدنة الإنسانية من طرف واحد”.

دعوة أممية

ومن جهته، دعا مجلس الأمن الدولي طرفي الصراع في السودان إلى وقف الأعمال القتالية، وذلك في ظل استمرار المعارك في العاصمة الخرطوم، بعد انهيار محادثات استهدفت الحفاظ على وقف إطلاق النار وتخفيف أزمة إنسانية.

وجاء في بيان صحفي وافق عليه المجلس المكون من 15 عضواً في نيويورك، أن “المجلس يعبر عن القلق البالغ إزاء الاشتباكات، وأدان جميع الهجمات على المدنيين وموظفي الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية”.

وذكر البيان أن “المجلس شدد على ضرورة قيام الجانبين بوقف الأعمال القتالية على الفور وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ووضع ترتيب دائم لوقف إطلاق النار واستئناف العملية نحو التوصل إلى تسوية سياسية دائمة وشاملة وديمقراطية في السودان”.

مهمة إنسانية

كما مدّد مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة، لـ 6 أشهر المهمة السياسية للأمم المتحدة في السودان، بعدما اتّهم قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان المبعوث الأممي فولكر بيرتيس بالإسهام في تأجيج النزاع.

وفي قرار مقتضب، وافق مجلس الأمن بالإجماع على تمديد تفويض “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان” حتى 3 ديسمبر(كانون الأول) 2023، ويعكس اقتصار تمديد التفويض على هذه المدة القصيرة مدى دقة الأوضاع في البلاد.

حمام دم

وبعد أن فرضت واشنطن الخميس الماضي، عقوبات على شركات وقيود على تأشيرات الدخول لمسؤولين على ارتباط بطرفي النزاع، شكك محللون في جدوى العقوبات الأمريكية على الطرفين اللذين يمسكان بمفاصل التحايل عليها، كما جرى في ظل العقوبات الدولية خلال حقبة الرئيس السابق عمر البشير، الذي حكم البلاد 3 عقود قبل أن يطيحه انقلاب عسكري عام 2019.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان: إن “حمام الدم في الخرطوم ودارفور مروّع”، مشيراً إلى أن خرق الهدنة الأخيرة “زاد مخاوفنا من نزاع طويل ومعاناة كبيرة للشعب السوداني”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى