مقالات

الإعلام والإعلان الإلكتروني مادة تدريسية تواكب العصر بقلم : حسام الطائي

مع تطور التكنولوجيا و أساليب و أجهزة التواصل تظهر علوم جديدة يجب تحويلها إلى مواد أكاديمية تدريسية لكي يتم إستثمارها بشكل فعال.
و مع زيادة التوجه العام للجمهور إلى شبكات التواصل الاجتماعي و ارتفاع نسب المشاركة و التواصل والتفاعل في هذا العالم يجب أن ندرك أن شبكات التواصل صار لها تاثير مشابه أو في بعض الاحيان أكثر من وسائل الإعلام التقليدية أي الصحيفة الورقية و الراديو و التلفزيون و التي بدورها انصهرت في شبكات التواصل فصار مثلا الفيس بك هو الذي يبث الصورة كتلفزيون و الصوت كراديو و الخبر كصحيفة.
كذلك الإعلانات هاجرت من وسائل الإعلام التقليدية إلى شبكات التواصل وقد حققت هناك نجاحات و ارباح مالية كبيرة مع تاثير يمكن قياسه ببيانات أكثر دقة من ما ينشر في وسائل الإعلام التقليدية.
هنا تظهر الحاجة إلى ابتكار مادة منفصلة لجامعات الإعلام ويمكن جعلها قسم مشابه لقسم الصحافة و الإعلام و العلاقات العامة وهي قسم ومادة “الإعلام و والأعلان الإلكتروني”، وهنا قد يقول البعض أننا نملك هذه المادة ضمن مواد الدراسة لكن القصد أن تكون قسم فيه هذه المادة وبتوسع و عمق كبير جدا، لانه ومن وجهة نظري ومن خلال اطلاعي على الكثير من المصادر استطيع القول ان حجم المعلومات و التطور في هذا الاختصاص كبير جدا ولايمكن حصره بمادة صغيرة او مادتين تمر بشكل عام على شبكات التواصل الاجتماعي.
مثلا اذا اطلعنا على تقارير الاعلانات في فيس بك و نسب تاثيرها و لماذا اثرت في الجمهور و من هو الجمهور المستهدف و اين هي المحافظات التي ينتشر فيها الاعلان و لماذا تاثر الجمهور بهذا الاعلان وماهي الصور المستخدمة و اسلوب الكتابة في الاعلان ومدته والمبالغ التي دفعت لهذا الاعلان مقابل نسب الاطلاع و التاثير في الجمهور هذه التساؤلات وحدها تحتاج الى دراسة كبيرة وموسعة ونفس هذه التساؤلات ولكن بشكل مختلف موجودة على باقي وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر و يوتيوب و تيك توك وغيرها ولكن لجمهور مختلف و بيانات مختلفة، بالتالي لايمكن اختصار كل ذلك بمادة تدرس لفترة محدودة.
كما يمكن تدريس في مادة الاعلام و الاعلان الالكتروني كيفية انشاء قنوات كاملة على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال استخدام الهاتف و التابلت و برامج المونتاج و علوم صحافة الموبايل و ادوات النشر على المواقع الاخرى للتواصل الاجتماعي و ايضا مواقع و برامج الدعم لمواقع التواصل الاجتماعي او مايسمى “برامج الطرف الثالث” والتي تقدم ادوات مراقبة و قياس للجمهور وتاثير المنشورات عليه و تقدم ادوات تحكم بعدد من شبكات التواصل الاجتماعي.
ويمكن اقتراح تدريس بعض العنواين لمادة “الاعلام و الاعلان الالكتروني” منها
١. كتابة الاعلان لشبكات التواصل الاجتماعي
٢. نشر وقراءة تقارير الاعلان لشبكات التواصل الالكتروني
٣. اعادة نشر المواد بانواعها على شبكات التواصل الاجتماعي و ربطها
٤. تحديد الجمهور المستهدف والشبكة الاجتماعية المؤثرة فيه
٥. برامج مونتاج الاعلانات و الاخبار و المواضيع بصيغة عصرية
٦. اساليب رفع التفاعل في الصفحات والحسابات بدعم و بدون دعم مالي

٧. كتابة خطط الترويج السياسي و التجاري و الاخباري وغيرها للافراد و المؤسسات والقنوات
٨. اساليب اخراجية للمواد الصورية و الفيديوية وكتابة عناوينها
٩. استكشاف البرامج والمواقع والدراسات المختصة بالعمل على شبكات التواصل الالكتروني
١٠. سياسات وقوانين شبكات التواصل الالكتروني و التواصل مع اداراتها
١١. دراسات لغة انجليزية مختصة بشبكات التواصل الالكتروني “والتي تركز على اساليب الشرح للسياسات و القوانين في شبكات التواصل”
١٢. الرقابة على التفاعل و المراسلة بين ادارة شبكات التواصل و الجمهور
١٣. امن الحسابات و اصلاح الخلل في شبكات التواصل
كل ما ذكر و اكثر من مواضيع يمكن وضعها في قسم الاعلام و الاعلان الالكتروني حيث يتنوع هذا الاختصاص كثيرا فكلما بحثنا فيه اكتشفنا مواد يمكن اضافتها، و الاهم ان هذا الاختصاص متجدد اي ان عناوينه ثابته لكن محتواه متنوع يعتمد كثيرا على الطلبة في طرح ما يعرفون من برامج و اساليب و مواقع.
الاعلام و الاعلان الالكتروني مادة تحتاج الى مدرسين مطلعين متجددين يميلون الى التطبيق العملي للمادة اكثر من النظري فهي تختلف جذريا عن باقي مواد الاعلام التي تعتمد على النظري و العملي بنسب مختلفة هذه المادة اكثرها عملي فحتى واجباتها تكون عن طريق التطبيق وليس الكتابة على الورق، والبحث و الترجمة لسياسات وقوانين شبكات التواصل وليس على طرحها من قبل الاستاذ الى الطلبة بشكل عمودي اي من الاعلى الى الاسفل، فهي مادة تشاركية بين الطلبة و الاستاذ.
ان التطبيق الفعلي لهذا الاختصاص يظهر جليا في مكاتب مختصة موجودة حاليا في الدول العربية و يظهر بشكل اكثر علمية وتنظيم في الدول الغربية لكن جميعها لا تعتمد على منهاج بل على ممارسات مباشرة من اشخاص اصحاب خبرة، وهنا النقطة المهمة حيث يمكن تحويل خبرة الاشخاص الى منهاج دراسي يحتوي على شروحات مختصرة يتم تطبيقها مباشرة من قبل الطلبة.
لكن تبقى مشكلة تاسيس قسم الاعلام والاعلان الالكتروني في نقطتين الاولى قدرة مدرسي الاعلام التقليدي المتمثل بالصحافة و الاعلام و الراديو على فهم هذه المادة وقبولها وقبول ادارات الجامعات بها، وايجاد و اختيار المدرسين الذين مارسوها فعليا و يملكون الخبرة بهذا المجال، وهنا تكمن المعضلة حيث يحتاج القسم الى التواصل مع مدراء صفحات التواصل الاجتماعي في القنوات و الاذاعات و الصفح لتقديم محاضرات عن تجاربهم و اساليبهم و كيفية عملها فشلها و نجاحها وغير ذلك.
اعتقد ان مستقبل الاعلام و الاعلان الالكتروني و الاستثمار فيه و الحاجة الى كوادره و الوظائف التي سيوفرها سيكون مقارب لوظائف الاعلام التقليدي فهذا المجال يحتاج الى فريق عمل متخصص لكل شبكة تواصل لربط اليات عملها و النشر فيها و قد يصل حتى الى تغيير العناوين و المدة الزمنية للاعلان و الفيديو و الصورة لنفس الموضوع بناءً على نوع و حاجة الجمهور و وقت النشر المؤثر فيه، لذلك البدء بتاسيس هكذا اختصاص يفتح ابواب كبيرة لوظائف و علم جديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى