الدول العربية

إطلاق سراح رهينة إسرائيلية في ثالث عملية تبادل في إطار الهدنة بقطاع غزة

 أُطلق سراح الجندية الإسرائيلية الرهينة آغام بيرغر الخميس بعد قرابة 16 شهرا من خطفها في قطاع غزة، في ثالث عملية تبادل للرهائن مع سجناء فلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

واصطحب عناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، بيرغر التي كانت ترتدي اللباس العسكري إلى منصة أقيمت وسط في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، وكانت محاطة بعشرات من عناصر حماس المسلحين، قبل تسليمها إلى فريق الصليب الأحمر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي تسلم بيرغر. وقال في بيان “برفقة قوات من جيش الدفاع الإسرائيلي والشاباك، عبرت الرهينة العائدة، الجندية في الجيش الإسرائيلي آغام بيرغر، الحدود إلى الأراضي الإسرائيلية”، مشيرا إلى أنها “ستخضع لتقييم طبي أولي”.

ومن المتوقع أيضا الإفراج عن رهينتين إسرائيليتين أخريين الخميس هما أربيل يهود التي أخذت رهينة يوم هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/كتوبر 2023 من كيبوتس نير عوز والألماني الإسرائيلي غادي موزيس (80 عاما).

ومن المقرر أيضا إطلاق سراح خمسة تايلانديين خُطفوا في يوم الهجوم من إسرائيل خارج إطار اتفاق الهدنة.

ومقابل هؤلاء، ستطلق إسرائيل سراح 110 معتقلين فلسطينيين، وفق نادي الأسير الفلسطيني الذي أوضح في بيان أن 32 من بينهم محكومون بالسجن مدى الحياة و48 صادرة بحقّهم أحكام سجن متفاوتة، إضافة إلى 30 قاصرا.

ومن المفترض أن يصل السجناء إلى رام الله قرابة الظهر (10,00 ت غ)، وفق النادي. وسيتم إبعاد 20 منهم الى خارج الأراضي الفلسطينية، على غرار ما حصل المرة السابقة.

ومن المقرر إجراء تبادل رابع في نهاية الأسبوع، لكن حماس اتهمت إسرائيل بتأخير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، محذّرة من أن ذلك قد يؤثر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فيما وصفت الدولة العبرية الاتهامات بأنها “كاذبة”.

وأشارت مصادر في حركة الجهاد الإسلامي، إلى أنه سيتم تسليم أربيل يهود وغادي موزيس إلى الصليب الأحمر في خان يونس في جنوب قطاع غزة حيث أقيمت منصة ليتم التسليم عليها على مقربة من المنزل المدمّر لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي قتل في معركة مع الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة خلال الحرب.

وسيتم الإفراج عن ثلاثة رجال أحياء تحتجزهم حماس السبت.

– “تأثر كبير” –

وفي بيان صدر مساء الأربعاء، قالت عائلة موزيس إنها “تلقت بتأثّر كبير الأخبار الرائعة عن عودة غادي الحبيب”، مقدّمة الشكر “للشعب الإسرائيلي على دعمه”.

وبثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مقطع فيديو لغادي موزيس وأربيل يهود وهما يعانقان بعضهما البعض ويبتسمان، قالت إنه التقط قبل وقت قصير من الإفراج عنهما.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي، حليفة حماس في قطاع غزة، نشرت مقطع فيديو لأربيل يهود مساء الاثنين.

وتظهر الشابة في المقطع الذي يمتد لأكثر من دقيقة بملامح عابسة، بينما تعرّف عن هويتها وتقول إنه صوّر في “تاريخ السبت 25 كانون الثاني/يناير”، مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي ببذل جهد لاستمرار اتفاق وقف إطلاق النار وعودة جميع الرهائن الإسرائيليين في غزة.

وتنص المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير والممتدة على ستة أسابيع، على تبادل رهائن احتجزوا في هجوم حماس بمعتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل، فضلا عن زيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، ووقف العمليات القتالية.

وتشمل الإفراج عن 33 من الرهائن المحتجزين في غزة، مقابل نحو 1900 فلسطيني تحتجزهم إسرائيل.

وأتاح وقف إطلاق النار تدفق المساعدات الدولية إلى القطاع الذي تحاصره إسرائيل وحيث الحاجات هائلة.

لكن قياديا في حركة حماس قال لوكالة فرانس برس الأربعاء إن إسرائيل تعطل “إدخال الوقود والخيام والكرفانات (منازل متنقلة) والمعدات الثقيلة”، مضيفا “نحذّر من أن استمرار مماطلة الاحتلال وعدم الالتزام بالشق الإنساني باتفاق وقف النار… سيؤثر على السير الطبيعي لتنفيذ الاتفاق بما في ذلك ما يتعلق بتبادل الأسرى”.

وردا على هذه الاتهامات، قال ناطق باسم “وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق” وهي وكالة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تشرف على المسائل المدنية في الأراضي الفلسطينية، “إنها أخبار كاذبة بالكامل”.

وأكد أن ثلاثة آلاف شاحنة محمّلة بمواد إغاثية دخلت القطاع حتّى الساعة 11,00 بتوقيت غرينيتش الأربعاء.

وفي حين نزح جميع سكان القطاع البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة بسبب الحرب، بدأ مئات الآلاف منهم العودة إلى الشمال منذ الاثنين، واجتازوا كيلومترات سيرا على الأقدام وسط الأنقاض.

– “لا إسمنت” –

وقال محمد الفالح، وهو نازح يبلغ 33 عاما، إنه وجد منزله مدمرا. ولإيواء عائلته، قام على عجل ببناء جدارين بالحطام.

وأضاف “لا يوجد إسمنت، لذلك استخدمت الطين. ولا توجد صفائح معدنية، لذلك سنصنع سقفا من النايلون”.

ومن المقرر التفاوض خلال المرحلة الأولى الحالية على شروط المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب تماما.

أما المرحلة النهائية، فيفترض أن تشمل إعادة إعمار غزة وإعادة جثث آخر الرهائن الذين لقوا حتفهم في الاحتجاز.

وأسفر هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

ومن بين 251 شخصا احتجزوا في الهجوم، لا يزال 87 منهم رهائن في غزة، وقد قتل ما لا يقل عن 34 منهم، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وأدى الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة إلى مقتل 47317 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى