مقالات

“أهمية التخطيط الأسري” بقلم: خالد عمر حشوان

يعرف التخطيط الأسري بأنه تنظيم لكافة الشؤون الأسرية وفق برنامج محدد ومعد مسبقا من أجل تحقيق أهداف أسرية معينة خلال فترة زمنية محددة بحيث يتم بوضع خطة مستقبلية واضحة المعالم تساعد على الاستخدام الأمثل لجميع الإمكانات الأسرية والموارد المتاحة وتسخيرها لنجاح هذا التنظيم وتوفير حياة آمنة وكريمة للأسرة بكافة أفرادها.

المكونات المطلوبة للخطة الأسرية :- تتكون الخطة من ست مكونات رئيسية هي:
أولا: الرؤية الأسرية : هي الهدف الرئيسي الذي يحدد وجهة الأسرة المستقبلية وتندرج عنه أهداف تفصيلية فرعية صغيرة تساعد في الوصول للهدف الرئيسي والرؤية الواضحة للمستقبل.

ثانيا: الأهداف الأسرية : هي الأهداف الفرعية التفصيلية التي تحقق في مجملها رؤية الأسرة الأساسية والمخطط لها سابقا والتي يجب الوصول لها في مرحلة معينة ضمن مدة زمنية محددة حسب الإمكانات المتاحة.

ثالثا: الوسائل : هي مجموعة الوسائل المساهمة في تحقيق الأهداف والرؤية والتي تم تحديدها في مرحلة التخطيط ووضع الأهداف بناء على مدى توفر هذه الوسائل ومساهمتها في تحقيق الأهداف المطلوبة.

رابعا: الفترة الزمنية : هي المدة المحددة واللازمة لتحقيق الأهداف المطلوبة مع توضيح أنشطة الأسرة فيها سواء كانت فترة طويلة أو قصيرة المدى لوضوح المدة وسهولة تحقيق الأهداف فيها.

خامسا: توزيع الأدوار الأسرية : من أساسيات التخطيط والتنظيم الجيد توزيع الأدوار بين أفراد الأسرة الواحدة بعدل وإنصاف لمعرفة كل فرد دوره والتزامه بالمهام الموكلة إليه وحسن أدائها في أوقاتها المحددة.

سادسا: متابعة تنفيذ الخطة : متابعة تنفيذ مراحل الخطة الموضوعة ومقارنتها بالهدف الرئيسي للأسرة سبب مهم في نجاح الخطة وضمان الإتقان والفعالية لجميع مراحلها والتأكد من استمرارها في المسار الصحيح.

أهمية التخطيط الأسري :- للتخطيط أهمية كبرى في حياة كل أسرة ونركز على أهمها وهي:
* القضاء على الفوضى وهدر الأموال والوقت والطاقات التي تستنزف الأسر ويساهم التخطيط في التقليل منها ومن المشاكل الأسرية وتوفير أجواء مناسبة لها للتربية الحسنة والعطاء الوفير.
* التخطيط من أفضل وأسرع الطرق المساعدة لتحقيق الأهداف الأسرية والوصول للغايات المطلوبة وتحقيق الرؤية.
* تأمين مستقبل أسري مناسب يضمن بناء أسرة منظمة وحياة سعيدة بعيدا عن الاضطراب والتفكك والضياع.
* معرفة الزوجين بمهامهم الرئيسية في الخطة الأسرية والاهتمام بها من واقع معرفة حقوق ومسؤوليات الأسرة.
* تحقيق أكبر قدر ممكن من السعادة الأسرية وتكاتف أفراد الأسرة من واقع الالتزام بالواجبات والمهام والمسؤوليات.
* تثقيف الأبناء وغرس مفاهيم المشاركة والتنظيم والحوار والتخطيط الأسري والمساعدة في نجاح الخطة والتنظيم.
* الاستثمار الأسري الجيد والذي يعود على الأسرة بعوائد مادية ومعنوية تساهم في الحفاظ على استقرار الأسرة المالي والاجتماعي.
العوامل المساعدة في نجاح التخطيط الأسري :-
* ثقافة الزوجين وإدراكهما لأهمية التخطيط الأسري والتنظيم في بناء الأسرة مع البعد عن الاختلافات والمشاحنات.
* وضوح الأهداف ومراعاة الأولويات وترتيبها منذ البداية ومدى الالتزام بالتنظيم وتنفيذ الخطة بدقة وموضوعية.
* تحديد ضوابط العلاقات الداخلية والخارجية للأسرة وعدم التساهل والتشعب من أجل التحكم فيها.
* العدل في الحقوق والواجبات والمسؤوليات بين أفراد الأسرة وعدم تفضيل فرد على آخر فيها بحسب الإمكانات.
* المتابعة المستمرة والمحاسبة عند التقصير أو التكاسل والمكافأة عند الإنجاز وتجاوز السلبيات وتعزيز الإيجابيات.
* القدوة الحسنة من الزوجين للأفراد في الالتزام والانتظام والتميز وأداء المهام لتشجيع أفراد الأسرة على ذلك.
معوقات التخطيط الأسري :-
* عدم ثقة الزوجين في أنفسهم والاعتقاد الخاطئ أن التخطيط خاص برجال الأعمال والمنظمات العملية فقط.
* عدم معرفة التخطيط والتنظيم أو تدنى مستوى التعليم لدى بعض الأزواج (وليس جميعهم).
* التعود على الفوضى والعشوائية وأحيانا القروض الشخصية وعدم الالتزام بسبب كره التخطيط والتنظيم.
* الأنانية وضعف الانتماء للأسرة، كإنفاق المال على الشهوات والسفر وعدم الاهتمام بأفراد الأسرة ومتطلباتهم.
* العمل بدون تخطيط يؤدي لقناعة بأقل النتائج، بينما يطمح المخططون دائما لتحقيق أكبر قدر من النتائج والتميز.
* الاعتماد على الظنون والأفكار وطول الأمل وعدم استثمار بعض الوقت في التخطيط وتفضيل قضائه في الإنجاز، رغم أن كل ساعة تخطيط تعادل أربع ساعات إنجاز.

وأختم بالفرق بين الأسر التي تخطط لحياتها والتي ليس لديها خطة واضحة، هو أن كثير من الأسر تعتقد بأنها تقوم بما يقوم به غيرها من الأسر من الواجبات والمسؤوليات والمهام تجاه أفرادها، وهو أمر غير صحيح لذلك تجد أن هناك أسر ناجحة ومتميزة في أفرادها وذات إنجازات مبهرة اجتماعيا وعلميا وماليا، وأخرى غير ناجحة تواجه مشاكل عديدة وصعوبات كبيرة لا حصر لها في الحياة لعدم وجود خطة واضحة وتفشي الفوضى والعشوائية بين أفرادها التي قادتهم إلى الفشل والتفكك الأسري، وأما السبب في نجاح النوع الثاني من الأسر هو التأسيس والتخطيط والتنظيم بخطة محكمة وذكية تناسب إمكاناتها وأفرادها ويلتزم بها الجميع بدقة عالية في التنفيذ قادتهم إلى النجاح والتميز والسعادة في الحياة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى