مقالات

“أنظمة وشروط تقصي الخبرات” بقلم : فاضل المزروعي

شدتني صورة ألتقطت لإجتماع مجلس ادارة أحد الاتحادات الرياضية العربية، وما أدهشني وجود قيادات رياضية ستينية وسبعينية في العمر أطال الله في عمرها، ما يعني أنهم في هذا العمر مازالوا يمثلون اتحاداتهم الوطنية في الاتحادات الإقليمية والقارية ، وعندما نظرت إلى واقع رياضتنا شعرت بغصة شديدة ،لأني أرى جل خبراتنا الوطنية خارج أسوار الاتحادات المحلية وبكل تأكيد الإقليمية والقارية والدولية وذلك بسبب النظم والقوانين والشروط التي سنت مؤخرا والتي أدت بشكل مباشر إلى تواري هذه الخبرات وفي كل الرياضات للأسف !

إن شروط الترشح للاتحادات الرياضية التي أعتمدت مؤخرا من خلال النظام الأساسي للاتحادات الرياضية المدعومة حكوميا لاتخدم الرياضة إطلاقا ،ورغم تعديلها إلا أن المعوقات بقت على ماهو عليه ، حيث تنص شروط الإنتخابات في النظام الجديد ضرورة حصول المترشح على شهادة البكالريوس معتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار ، كما تنص الشروط بعدم السماح بالترشح لمن أكمل دورتين مجتمعتين او متفرقتين في أي اتحاد أضف لذلك تقليص عدد أعضاء الاتحادات الرياضية فأقتصرت على منصبي الرئيس ونائب الرئيس والمقعد النسائي ومقعد الرياضيين وثلاثة أعضاء حيث تم إلغاء منصبي الأمين العام وأمين الصندوق.

هذه الشروط التي حاولت بعض الاتحادات رفضها سرت على أغلبية الاتحادات الرياضية بعد إعتمادها من قبل الجمعيات العمومية لكل اتحاد.

هذه الشروط كما ذكرنا ساهمت بشكل مباشر في إقصاء الخبرات الرياضية من لاعبين قدامى وإداريين وفنيين بشرط الشهادة عدا مقعد الرياضيين، كما أن شرط الدورتين أيضا يقصي الخبرات التي كسبت خبرة جيدة خلال تواجدها بإدارات الاتحادات خلال ثمان سنوات لتجد نفسها بعد ذلك ممنوعة من الترشح لتتلاشى معها خبراتها التراكمية وتمنعها حتى من التواجد في الاتحادات الإقليمية ، وهذا ما يجعل من خبراتنا الرياضية ضعيفة التواجد إقليميا ودوليا لأن الأولوية ستبقى للأسماء التي عاشت في تلك الاتحادات سنوات طويلة وأصبحت خبيرة وقريبة من لعباتها وكذلك حضورها الدائم في بطولات وفعاليات الاتحاد ما أكسبها إحترام وثقة .

قد يرى البعض أن التواجد في عضويات الاتحادات الإقليمية والعربية والقارية وحتى الدولية هي مناصب ومكاسب شخصية تعود بفوائدها للعضو المترشح لتلك الاتحادات، لكنها في الحقيقة تمثل نقطة قوة للبلد ،حيث التواجد إلى جوار صناع القرار وداخل كواليسها ومن خلالها بإمكانه الإستفادة من الكثير كالدعم الإداري والفني وحتى المالي ، كما يشكل قوة في اتخاذ بعض القرارات المصيرية .

في واقعنا الرياضي ورغم قلة التواجد في الاتحادات الخارجية إلا أن هناك بعض الأمثلة التي من خلال تواجدها إستفادت السلطنة من بعض المكاسب ،فمابالك لو كان لنا حضور كبير.

الشروط التي ذكرنا بعضها تحتاج إلى إعادة صياغة فقد أدت إلى عزوف واضح من قبل الكفاءات الرياضية أو بمعنى أخر أجبرت على الإبتعاد ، والإنتخابات الأخيرة خير دليل على ذلك ،فبعض الاتحادات لم تكتمل فيه قائمة المجلس بسبب قلة الإقبال وأخرى أغلقت قوائمها دون منافسة.

تمكين الكفاءات كل في تخصصه بلا شك سيسهم بشكل مباشر في الإرتقاء والتطوير بالرياضات وإبتعادهم يجعلنا نمضي بخطوات بطيئة جدا ولن يخدم الرياضة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى