الصحةمقالات

” أطفالنا أمانة ” بقلم: د. يونس بن إبراهيم البلوشي استشاري طب أطفال وأمراض الجهاز التنفسي

لا يختلف إثنان في حب الوالدين لأبنائهما، ولايختلفان في حرصهما على أن يكونوا في صحة وعافية ، إلا أن منظومة العافية التي يحرص عليها الوالدان لا تكتمل إن غاب الوعي المستدام في هذا الحرص .

ومن صور الوعي في العناية بالأبناء معرفة مكامن الخطر في منازلنا ، والتي تشكل خطورة على فلذات أكبادنا ، لما قد ينتج منها من حوادث تهدد صحتهم ؛لذالك وجب على الوالدين معرفة هذه المخاطر والوعي بكيفية تفاديها في سبيل حماية أبنائهم .

قد لا نملك في الوقت الحالي إحصائيات دقيقة عن حوادث الأطفال ، إلا أن مؤسساتنا الصحية تتحدث عن أنواع مختلفة من إصابات الأطفال نتيجة غياب الرقابة المطلوبة ، فنرى في الآونة الأخيرة كثرة حوادث غرق الأطفال بالإضافة إلى حوادث الحروق والكسور والإختناق والتسمم بشتى أنواعها .

نؤمن جميعا بأهمية الوقاية ، وبأن ” درهم وقاية خير من قنطار علاج ” ، كما يجب أن ندرك بأن في معظم هذه الحوادث تكون الوقاية هي الحل الوحيد الموجود بعد عناية الله وحفظه ؛ لذلك وجب التنبيه على التسلح بالوعي اللازم بمكامن الخطر في منازلنا، وكيف لنا أن نحمي أطفالنا من هذه الحوادث ، فما نراه في مستشفياتنا كفيل بأن يدفعنا لأن نكون أكثر حرصا ودراية .

وتتلخص مكامن الخطر في أحواض السباحة وماشابهها ، كأي تجمع للماء بما يكفي لغرق الطفل، كما يعتبر المطبخ ومايحويه من أدوات حادة ومنافذ للحريق مكمناً آخر لذلك ، وتشمل القائمة مواد التخزين والتنظيف والأدوية والمركبات الكيميائية المختلفة والتي تخزن في منازلنا .

كما يعتبر البيت إجمالا مكمنا خطرا ، إن إفتقد وسائل السلامة والأمان المطلوبة أو غابت فيه الرقابة اللازمة على الأطفال .

ختاماً ، نوصي الآباء والأمهات بالتسلح بالمعرفة والوعي اللازمين ، وحسن التصرف عند وقوع الحوادث لاقدر الله ؛ في سبيل صحة وسعادة أبنائهم وأسرهم، ” فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” ، حفظ الله أبناءنا من كل مكروره .

د. يونس بن إبراهيم البلوشي

استشاري طب أطفال وأمراض الجهاز التنفسي وطب النوم للأطفال

@DRYOUNISBALUSHI

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى