أدبياتمقالات

“أبي وكفر بدواي القديم والرواية العربية !!” بقلم: عبدالواحد محمد – روائي عربي

(تنوعت الحكاية في قالبها الواقعي بين قرية اسمها كفر بدواي القديم ومدينة طنطا بلد الشيخ السيد البدوي وكل دروب مدينة طنطا التي جعلت من روايتنا العربية عبر عقود بعيدة معني كان ومازال هو الباعث علي قراءة دروب مدينة المنصورة هي الأخري في رحلة معلم الاجيال محمد عبدالواحد مدرس اللغة العربية وهو يكتب الدرس الأول من قصيدة وطن )
(عبدالواحد محمد روائي عربي )

وفي ذاكرة الزمان والتاريخ رجال لا تخطئهم العقول والقلوب لقيمتهم الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والوطنية التي تتسم دوما بالسلام والحب لكل من حولهم ومن هؤلاء الرجال ابي الباقي دوما ودائما الأديب والانسان ومعلم الأجيال الأستاذ محمد عبد الواحد الذي سكنته كل خصال السمو بالأهداف التي تعطي كل دلالات المعرفة والحكمة بشهامة الفرسان في كل تحديات العمر من المحن والمعاناة كما هو في السراء رجل المواقف النبيلة التي جعلته مثل جبال المعادن شامخا وقلبا مرهف الحس بكل مكوناته المعرفية والثقافية وتجارب الحياة بين نهار فيه دوره معلما يؤدي رسالته التربوية بكل اخلاص وتواضع جم كما كان الأب الحنون بين أفراد عائلته الصغيرة والكبيرة كيانا ( منظومة ) من طراز فريد في عطاءه بلا حدود.
وعندما انتقل من قريته الصغيرة كفر بداوي القديم المطلة علي فرعي النيل ودمياط إلي مدينة طنطا ومن قبلها الزقازيق للدراسة الأزهرية كان في ريعان الصبا مع رفاق رحلته الأزهرية امام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي وشيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق في أطوار تجربته مع الكتاب والجامع والحلم الممتد مع كتب المعلقات الزاخرة بكنوز المعرفة والمقامات الأندلسية وكل روائع الادب العربي الذي كانت فيه كل قصائد البحتري والمتنبي وحسان بن ثابت وأبو العلاء المعري والاخطل الصغير وغيرهما من دعاة الكلمة والأدب من امثال الامام محمد عبده طه حسين لطفي السيد والجبرتي مؤرخ الحملة الفرنسية علي مصر ومع الدرس الأول في رواق المسجد الاحمدي بطنطا كانت رائحة قطبها الشيخ السيد البدوي تمنحه طاقة علم وقدرة هائلة علي استذكار دروسه البليغة تحت لمبة مصباح الزيت مع رفيق غرفته الشيخ جاد الحق علي جاد الحق وصوت أمه تمنحه هي الأخري قنديلا من عواطف زمن بل أمومة طاغية من الحب والرعاية في مطلع الفيتنا الثانية من عام ١٩٣٠ ميلادي والليل قد حولته قباب المسجد الاحمدي إلي نور دائم في قلب الطفل الصغير في ذلك الوقت محمد عبد الواحد أبو عاشور والد كاتب تلك السطور المتواضعة فكان رمزا للخير في رحلته الأزهرية طالبا كما كان الابن البار ببلدته كفر بداوي القديم وهو يحتضن كل أحلامها في تلك المرحلة الخصبة من مراحل حياته يعلم ابناءها مباديء القراءة والكتابة في اجازته الصيفية الطويلة دون كلل فتحولت القرية من ليل إلي نهار دائم مع كتاب مفتوح غرسه في عقول ابناءها بكل حب وإنكار ذات وهو الذي مازال طالبا صغيرا حديث العهد بالحياة الاجتماعية !
ليكتب فيما بعد انتهاءه من دراسته الأزهرية فاصلا آخر كمعلم لمادة اللغة العربية في مدارس مدينة المنصورة الذي انتقل إليها وهو يطوف بكل مدارسها في تلك الفترة من تاريخ مصر وعلي رأسهما مدرسة الامريكان وثمرة الحياة التي كانت تقع في شارع السكة الجديدة وكانت مدارس الامريكان هي السلوي لأبناء مدينة المنصورة العريقة لشهرتها في تخريج طلاب علي درجة عالية من العلم والأخلاق الحميدة فتحولت في أعماق معلم الأجيال محمد عبد الواحد أبو عاشور إلي رواية كبري كما كانت طنطا والقاهرة وقريته الصغيرة كفر بداوي القديم بكل حاراتها وأزقتها الضيقة التي تشبه سور الأزبكية اليوم في رحلة استمدها من حفظه للقرأن الكريم مبكرا في كتاب القرية الطيبة وقربه الدائم من جده لابيه الشيخ محمد عبدالواحد حافظ القرآن الكريم غزير العلم وامه السيدة أم الالفي ذات القوام الممشوق والعيون الكحيلة وهو يغوص في أعماق تلك القرية التي كتبت علي خطوط وجه الوسيم بردية الرواية العربية مبكرا في رحلة شبابه المؤمنة برسالتها الإبداعية كما نقلها هو لطلابه في مدارس الامريكان وكل مدرسة عمل بها طوال رحلته التربوية في تواضع جم كما كان راعيا لكل اهل قريته كفر بداوي القديم في أحزانها وافراحها قريبا منهم لدرجة لا تصدق فكان يقطع احيانا الطريق من مدينة المنصورة إلي قريته كفر بداوي سيرا علي الاقدام في عز الشتاء لكي يقدم واجب عزاء او حضور عرس او زيارة مريض او تلبية دعوة اقرباءه واصدقاء طفولته في مناسبات عدة ومنهم ابن خالته الأستاذ إبراهيم حسن البرلماني المعروف فيما بعد والحاج ابو العنيين الكاتب زوج خالته هانم التي كانت أم أخري له بكل معاني الكلم كما روي هذا عنها في جلساته اليومية وذكريات فترة الطفولة العامرة بالحب وكرمها الطائي وازواج خالته سمية ونجية وفتحيه وعديلة وأبناء عمومته عبدالوهاب كشك ابراهيم عرفات وفاروق عرفات صالح قرطم عباس ابو رزق وكل ابناء القرية من صغيرها إلي كبيرها في ليلها المسترسل علي ضفاف النيل الحالم وهو يمنحهم بعض من قصائده التي كانت هي الوطن هي السلام الداخلي الذي جعله ناضجا كشاب وسيم ونقي السريرة قبل أوانه في رحلة حياته الأزهرية والتربوية .
ليكتب أبي محمد عبدالواحد معلم الأجيال أعمق رسائل الرواية العربية مع رفاق مدرسة الامريكان ومنهم الاستاذ جبران مسيحة ومديرها الأستاذ سدراك الذي كان يكتب الشعر ويقيم الموائد الرمضانية رغم ديانته المسيحية والأستاذ، محمد السقا الشاعر المعروف والشاعر علي الفلال صاحب مدرسة الفلال والشيخ موافي وغيرهما من رفاق مهنة التدريس في تلك الفترة من تاريخ مدينة المنصورة تاريخ وطن .
ومع نداءات الرواية العربية كان معلم الأجيال المعروف في مدينة المنصورة الاستاذ محمد عبدالواحد يطوف بكل دروبها العتيقة التي قاومت المحتل الفرنسي منذ أزمان بعيدة عبر ممراتها الضيقة شارع سوق الخواجات والعباسي والحسينية والمختلط و المديرية اقدم شوارع مدينة المنصورة التي كانت رواية كونية بالفعل وهي تمنح معلم الأجيال من دفئها وتاريخها فلسفة حياة ؟!
لتبقي لنا محطات مع روايتنا العربية دوما وأبدا تكتب من رحم كل من حمل لواءها مع حكايات أبي وجدي وكل أجداد الوطن من المحيط إلي الخليج فلسفة المعني القائم علي التضحيات والرغبة الأكيدة في بناء عقول تؤمن أن الحب والسلام والانتماء منظومة فلاح وسعادة بلا حدود !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى