مقالات

“البطولات المجمعة للكرة الطائرة ما لها وما عليها فنياً” بقلم : إسحاق الحارثي

قبل أيام ليست ببعيدة اختتمت بطولتي غرب آسيا الثانية للأندية للكرة الطائرة للرجال والبطولة الثانية والأربعون للأندية العربية للرجال للكرة الطائرة واللتان استضافتهما بكل اقتدار ونجاح تنظيمي مدينتي صحار العمانية خلال الفترة من ١-١٢ فبراير ٢٠٢٤م وعَمّان بالمملكة الأردنية الهاشمية خلال الفترة من ٢٠-٢٨ فبراير ٢٠٢٤م.

مابين صُحار وعَمّان هناك رابط مشترك كان ينتظره ويتطلع إليه كل أبناء اللعبة المتعطشون من لاعبين ومدربين وفنيين ناهيك عن الشغف الذي ينتظره عشاق ومحبي ومشجعي لعبة الكرة الطائرة في المنطقة لمتابعة ماهو جديد وما توصلت له اللعبة من تطور في المستوى الفني والمهاري على صعيد الأندية واللاعبين وعلى ما أبرم من تعاقدات خصيصاً لهذه البطولات لجلب أفضل اللاعبين كقيمة فنية ومادية لتقديم الإضافة المهارية للعبة بشكل عام.

خلال الفترة المنصرمة الماضية عشنا بطولتين متتاليتين كنا نمني النفس أن نصل بطموحنا لمتابعة مباريات تلبي شغفنا وأن نقترب للقليل مما وصلت إليه كرة الطائرة العالمية ولكن تبقى مجرد أماني وأحلام تعكس ما نشاهده وما يبث من بطولات عالمية وقارية لينعكس إيجابياً على بطولاتنا، حلم مشروع لكن في نفس الوقت قد يكون بعيد المنال بحكم الفارق الزمني ما بين طموحنا وواقعنا ومابين منظومة عملنا التي لازالت تحتاج للمزيد من الوقت والجهد وفق الإمكانيات المتاحة لنا لتلبي رغباتنا، ولعل أبسطها العمل الإداري المتمثل في الرؤية التي ننظر منها لتطوير مسابقاتنا على المستوى الداخلي والخارجي وعلى الأنظمة واللوائح التي تطبق في بطولاتنا بشكل عام ونحن في صدد التطرق للحديث بشكل خاص لنضرب المثال على أنظمة ولوائح بطولاتنا المجمعة وآثارها الجانبية على النتائج بشكل عام وانعكاسها في تقلب مستويات الأندية المشاركة بها ومدى تأثيرها على عطاءات اللاعبين داخل أرضية الملعب وصولاً إلى الإصابات جراء الإرهاق والإجهاد في الحملين البدني والذهني الذي أثر على اللاعبين في المباريات مما انعكس سلباً على المستوى الفني العام الذي استدعى بعض المدربين من إراحة بعض اللاعبين الأساسيين والدفع بلاعبي الصف الثاني الذي يفترض أن يكون جاهزاً في كل الأحوال.

لعل تقلب وعدم ثبات المستوى الفني للأندية من مباراة إلى أخرى التي لعبت في تلك البطولات بشكل عام وعدم ظهور مستواها الحقيقي ناتج عن تلك الأسباب وهذا ما ذهب إليه أغلب مدربي الأندية وهو نظام لوائح البطولات ولعل عدم استقرار نادٍ على مستوى فني معين لهو خير دليل على ذلك إذ تأثرت بعض الأندية بضغط المباريات المتلاحقة والقوية خلال مرحلة الأدوار التمهيدية وصولاً إلى دور الثمانية وصعود الأندية بعد مرحلة المخاض لتصطدم في هذا الدور بمرحلة مفصلية وهي مرحلة الأدوار الإقصائية وخروج المغلوب، بل ابتعاد بعض الأندية المرشحة للوصول لمنصة التتويج في أقل تقدير لتلعب على المراكز الشرفية التي لا تسمن ولاتغني لا من جوع ولا من عطش، إذ لا فرق بين النادي الحاصل على ترتيب المركز الخامس والنادي الحاصل على ترتيب المركز الثاني عشر فاللعب على تلك المراكز مجرد تأدية واجب ليس إلا.

يرى البعض من الفنيين والمحللين والنقاد الرياضيين أن النظام الحالي المتبع في هذه البطولات لا يتماشى مع المرحلة الحالية ويحبذ أن تعاد صيغته من جديد بالجلوس مع الفنيين من خبراء اللعبة وبحضور من يعنيهم الأمر والخروج بحل يلبي المطالب التي تخدم تطور اللعبة وترتقي بمستوياتها الفنية وفي إيجاد توافق بين الأدوات الفنية والإدارية والتنظيمية والمالية لخدمة جميع تلك المرئيات، قد يقول البعض أن ثمة أنظمة عديدة سابقة تمت تجربتها ومن عايش تلك البطولات التي وصلت الآن للبطولة الثانية والأربعين يعرف ذلك وفقاً لخدمة المستوى الفني العام وصولاً للنظام الحالي، هنا يرى البعض بتغيير المعطيات السابقة إلى الحالية وكرة الطائرة دائماً تواكب تلك المتغيرات السريعة وتوجد الحلول في هذا الشأن.

السؤال الذي يطرح نفسه في كل مناسبة ويختفي معها، هل النظام الحالي يخدم المستوى الفني المنشود الذي تطمح له اللجان الفنية إذا كانت موجودة في تلك البطولات؟
وهل هذه اللجان تقدم الدراسات والتقارير بعد ختام كل بطولة وهل يؤخذ ويُستأنس بآرائها؟ أم أنه يكتفى بوجود لجنة الاحتكام المعتمدة رسمياً في كل بطولة والتي أغلب أدوارها إدارية بحتة إذا ما جاز التعبير.

ما لوحظ أن النظام الحالي قد لا يصل لطموح المتابع وقد لايرتقي بمستوى الأندية واللاعبين سيما و أن اللاعب يصل للمباراة النهائية يكاد يكون على وشك نهاية مخزونه اللياقي البدني والذهني في ذات الوقت، ويعزى ذلك إلى استهلاك واستنفاذ قواه من خلال لعب مباريات الأدوار التمهيدية في غضون خمسة أيام وبشكل يومي في أقل تقدير دون الحصول على راحة بدنية إجبارية يستشفي بها من تبعات الحمل البدني طيلة مباريات الأدوار التمهيدية ثم تأتي بعد ذلك مرحلة أشد ما نقول عنها أنها مرحلة توافق ذهني وبدني التي هي في الأصل غائبة عنه ليلعب دور إقصائي لا يرحم من لا يعرف التعامل معه وهذا ما عانت منه أندية مرشحة لبلوغ الأدوار النهائية لتجد نفسها تلعب على المراكز الشرفية ، هنا لابد من النظر للجهود الحثيثة التي تبذلها الأندية والتي تتكبد الكثير من المصروفات للمشاركة في هذه البطولات من خلال إيجاد وسيلة للنظر في تغيير نظام تلك البطولات مما يسهم في خلق بيئة تنافسية قوية ورفع مستواها الفني ولربما من خلال ذلك نشاهد عودة الأندية الغائبة عن المشاركة إذا ما تم العمل على مراجعة تلك الأنظمة واللوائح بما فيها الجوائز المالية المقدمة للأندية الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى