مقالات

“سوبر زوجة! ” بقلم: أميمة عبد العزيز زاهد

هل يشعر ويعي الزوج بمدى المسؤولية الملقاة على عاتق زوجته؟ هل يحس بأنَّها تتحمل وتتعب داخل البيت وخارجه؟ هل يُقدر صبرها وعطاءها وتضحياتها من أجله ومن أجل أبنائه؟ هل يعرف أنها قد تتألم وتعاني بصمت أكثر عندما لا تسمع منه كلمة حب أو شكر أو تقدير؟ وهل يعرف أن توجيه كلمات اللوم والعتاب والتوبيخ التي يتهمها بها تترك في نفسيتها أكبر الأثر؟ فلو حدث أي إهمال تكون دائمًا المتهمة الوحيدة من وجهة نظره، لا أدري هل يظن الرجل أنه قد تزوج امرأة خارقة؟ امرأة لا تشكو ولا تبكي ولا تتألم؟ امرأة عليها أن تنسى نفسها وأحلامها وطموحاتها من أجله؟ وتدور في فلكه ويكون هو محور حياتها؟ ويعتقد أنه تزوج من أجل الاطلاع عن بُعد على أحداث ومتطلبات واحتياجات ومشاكل أسرته المؤتمن عليها؟ ومطلوب منها أن تتحمل كل شيء وهو لا يتحمل أي شيء؟ قابلت إحدى الزوجات وهي واحدة من مئات يمتلكن نفس المشاعر والأحاسيس تجاه حياة فردية متعبة ليس فيها أي مشاركة، تقول الزوجة لم أعد قادرة على الاستمرار، قوتي خارت فأنا مرهقة مستنزفة مستهلكة ولم تعد لديّ الرغبة في العطاء، أحمل أثقالاً تفوق قدرتي على التحمل، أتمنى أن أهرب من ذاتي ومن كل من حولي، فزوجي دائمًا يتهمني بالتقصير في واجباتي تجاهه وتجاه أبنائي وتجاه المنزل رغم أنني موظفة، ولا أتوقف من شروق الشمس حتى نهاية الليل عن العمل والدوران المكوكي لتلبية احتياجات الجميع، وتشتت ما بين وظيفتي أثناء النهار وعملي داخل البيت في الليل، لا أعرف كيف يمضي بي الوقت… وأنا ماذا عني…عن آدميتي وأنوثتي وكياني، أشعر بفراغ عاطفي عميق؛ فزوجي يبخل بقول كلمة حلوة أو حتى كلمة شكر وتقدير، ولا يشعر بوجودي إلا لو احتاجني، فهو غائب عني بروحه وعقله وأحاسيسه، حاولت التفاهم معه بضرورة مشاركتي في تحمل بعض الأعباء، لكن دون جدوى، رغم معرفته بأن وظيفتي ضرورية لتكملة العجز المادي الذي لا بد منه، وتعلمت من أحزاني أن أكون المسؤولة الأولى والأخيرة عن كل ما يخص أسرتنا، حتى تحولت إلى زوجة مقهورة عصبية أعاني من الجفاف، ومع كثرة الضغوط وتنوعها وتعدد مصادرها، وصلت لمرحلة لم أعد أتحمل فيها حتى نفسي، من وجهة نظري أرى أن الخطأ سببه الزوجة؛ فلماذا تقبل منذ البداية القيام بكل الأدوار وحدها، فالحياة الزوجية مشاركة في المسؤوليات والأدوار، ولابد لها أن تراجع حياتها وتعيد توزيع الأدوار، فكل فرد داخل أسرتها عليه أن يتحمل معها الأعباء والمسؤوليات؛ عليها أن تناقش زوجها على تجاهله لمشاعرها؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فالقسوة لا تولد سوى القسوة، والجفاء يصنع الجفاء، والمفترض ما دام هناك توزيع في المسؤوليات بالذات المادية بين الزوجين، فمن العدل أن تكون هناك مشاركة في الحقوق، إن كل ما تطلبه المرأة أن تجد من يحبها بصدق ويرعاها نفسيًا وعاطفيًا ويفهم احتياجاتها، فهي كالوردة إذا لم ترتو بالماء والشمس والهواء ذبلت، فهي تحتاج دومًا لدافع يحفزها على الاستمرار والعطاء برغبة وحب؛ حتى تجعل من الرجل أسعد زوج، ماذا يضير الزوج لو منحها عاطفة وهمس لها بكلمات الحب والشوق، وأن يرعاها كما ترعاه وأن يمنحها العطف والحنان، فكلما زاد في عطائه زادت هي في اهتمامها به، فالحياة استيراد وتصدير وأخذ وعطاءإن بعض الأزاوج لم يستطيعوا أن يفهموا أن المرأة قد تجد سعادتها في احتواء زوجها والخضوع له، بالتأكيد ليس خضوع خوف، وإنما خضوع أنثوي، خضوع بإرادتها الواعية، فرغم ما في حياتها من مشاكل وشكوى إلا أنها تظل تعطي دون انتظار وتتفانى من أجل الاحتفاظ باستقرار عائلتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى