“وطويت صفحة باريس” بقلم : فاضل المزروعي
أختتمت السلطنة مشاركتها في الألعاب الأولمبية الصيفية ٢٠٢٤ المقامة حاليا في العاصمة الفرنسية باريس ،بعد أن ودع أخر ممثل للسلطنة المنافسات ، وشاركت السلطنة بأربعة رياضيين هم الرامي سعيد الخاطري والسباح عيسى العدوي والعداءة مزون العلوية والعداء علي البلوشي وجميعهم ودع من الدور الأول كل في رياضته.
وغادرت البعثة بدون أي رصيد من الميداليات مجددا ، وهذا السيناريو يتكرر منذ أربعين عاما عندما شاركت السلطنة في الألعاب الأولمبية للمرة الأولى في عام ١٩٨٤ في مدينة لوس أنجليس الأمريكية وتوالت المشاركات في برشلونة وسول وأثينا واتلانتا وبكين وسيدني ولندن ثم ريو دي جانيرو وطوكيو وأخيرا باريس بين مشاركة رماة وعدائين ودراجين وسباحين .
أكثر من عشر مشاركات خرجت بذات النتائج وبدون أن يرفرف علم السلطنة سوى في طابور العرض أثناء حفل الإفتتاح ..ليقضي رياضيونا بضعة أيام ويغادرون ، عائدون إلى أرض الوطن في صمت.
ترى لماذا لم تحقق السلطنة أي ميدالية ملونة في مشاركاتها السابقة والحالية ؟
هذا السؤال دائما ما يطرحه الإعلام والجماهير بالسلطنة الذين لا يبدون تفاؤلهم مع كل مشاركة ،وذلك عطفا على التحضير والإعداد الذي يعقب كل مشاركة ويسبق المشاركة التي تليها، إذ لا يوجد بينهما أي خطط وبرامج تعالج أخطاء أو تحسين ضعف المشاركة السابقة ،ولم تشهد مشاركات السلطنة الماضية أي برنامج (إستثنائي) لأي رياضي مشارك ، وكل ماحصل هو برنامج إعتيادي مكرر لا يتجاوز معسكرات قصيرة قبيل البطولة والزج بالرياضي الذي يقع عليه الإختيار من خلال تسليمه البطاقة البيضاء التي تعد بطاقة دعوة للدول التي يعجز رياضيوها عن تحقيق أرقام مؤهلة .
منذ عشرات السنوات طالب الإعلام والجمهور بمشروع (بطل أولمبي) ، لكن هذا المشروع للأسف لم ير النور رغم مرور خامات رياضية تنطبق عليها مواصفات البطل الأولمبي ولعل آخرها العداء علي البلوشي الذي كان جاهزا بعد ظهوره الأول في أولمبياد الشباب،وأظهر قدرات مبشرة ،لكنها لم تدخل ضمن خطة مؤطرة ومؤقتة لفترة زمنية أو لدورة أولمبية معينة.
إن إستمرار العمل غير الممنهج والعمل دون هدف محدد مدعوم بالخطط العلمية والفنية وتوفير الموازنة الكافية لتحقيقه سيظل الحال على ماهو عليه ،فالبطولة المقبلة ليست ببعيدة فهي على بعد أربع سنوات، وإن أردنا أن نمحو الصورة القاتمة والمشاركات السابقة فعلينا أن نخطط من الآن وإلا لوجدنا أنفسنا على مشارف الأولمبياد المقبلة التي لم يحدد مكانها بعد ،وسنتفاجأ بأن الوقت قد فات .