معارك السودان تتمدد لحقول النفط تزامناً مع مباحثات جدة
وكالات – العربي
مع استئناف طرفي الحرب في السودان المفاوضات بينهما برعاية أمريكية سعودية، يحاول كل منهما تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض، كان آخرها الصراع على نيالا ثاني كبرى مدن السودان من حيث عدد السكان، في قلب إقليم دارفور.
وتمددت رقعة الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتشمل مناطق إنتاج النفط، حيث أعلنت قوات الدعم السريع إحكام سيطرتها على مطار بليلة، التي تمثل ثاني أكبر حقول للنفط بالبلاد بعد هجليج على الحدود مع دولة جنوب السودان.
في غضون ذلك شهدت مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور حركة نزوح وفرار واسعة عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مقر قيادة الفرقة 16 التابعة للجيش. وبحسب مصادر فإن قوات الدعم السريع اقتحمت بقوة قوامها حوالي 80 عربة مسلحة صباح أمس الاثنين حقل بليلة النفطي بولاية غرب كردفان وسيطرت على وحدة المعالجة المركزية لمجمع خام البترول، ما اضطر قوات تأمين الحقل للانسحاب.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها إنها تمكنت من تحرير مطار بليلة وكبدت قوات الجيش خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وأشارت إلى أن قوات (البرهان) على حد وصفها حولت مطار بليلة من مطار لخدمة شركات البترول إلى مطار حربي لضرب المدن وتدمير البنى التحتية وقتل الأبرياء على حد قولها.
وبثت قوات الدعم السريع مقاطع مصورة لجنودها من داخل مدرج مطار بليلة الذي يعد أحد أهم المطارات بولاية غرب دارفور إذ يقدم خدماته لشركات النفط وسكان المنطقة البعيدة نسبياً عن العاصمة الخرطوم. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من قبل الجيش السوداني حول ما أوردته قوات الدعم السريع حول سيطرتها على حقول النفط ومطار بليلة، حيث آثر الجيش الصمت طوال الأيام الماضية، وتوقفت حتى البيانات الموجزة للناطق الرسمي باسم الجيش حول تطورات الميدان.
وكانت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) رحبت باستئناف المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جدة وأبدت الأمل أن تؤدي هذه الجولة الجديدة من المفاوضات إلى تنفيذ إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان والوقف الشامل لإطلاق النار والموقع في مايو الماضي.
وشدد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث على أهمية المحادثات في جدة قائلاً: نحتاج من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أن يلتزما التزاماً كاملاً القانون الدولي الإنساني وتأمين إتاحة الوصول الآمن والمستدام ومن دون عوائق إلى الأشخاص المحتاجين سواء كان ذلك في دارفور أو الخرطوم أو كردفان.