“مرحلة كيروش” بقلم : فاضل بن ربيع المزروعي

خلال أقل من سنتين مر على تدريب المنتخب ثلاثة مدربين إثنان منهما أجانب وهما الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش والتشيكي ميرسولاف شيلهافي والمدرب الثالث المدرب الوطني رشيد جابر ، فيما وقع اتحاد كرة القدم الأسبوع الماضي عقدا رسميا مع البرتغالي كارلوس كيروش الذي أعلن التعاقد معه بداية يوليو الجاري ليصبح المدرب الرابع خلال تلك الفترة، ليبدأ مرحلة جديدة مع المنتخب الوطني الذي يتطلع أن يتجاوز الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال الأمريكي ٢٠٢٦ ،حيث تعقد على المدرب آمال كبيرة في تحقيق الحلم العماني مرتكزين على خبرته الطويلة في الملاعب بين أندية عريقة كريال مدريد ومانشيستر يونايتد ومنتخبات كبيرة مثل البرتغال مصر وإيران الذي نجح في التأهل معها إلى المونديال مرتين وقادها في مونديال قطر ٢٠٢٢ ، ما يعطي إنطباع وتفائل بأنه خبير بالتصفيات ويعرف أسرارها ،فهل ياترى سيفعلها كيروش وينجح في تخطي منتخبي قطر والإمارات التي أوقعتنا قرعة الملحق الأسيوي بمعيتهما ؟
كيروش وقع العقد رسميا يوم الإثنين الماضي في مسقط، ولم يبد أي تصريح إعلامي يوم التوقيع حيث أعلن الاتحاد إقامة مؤتمر صحفي للمدرب في الخامس من أغسطس المقبل ،والذي من المفترض أن يكشف خلاله برنامج الإعداد ورؤيته التدريبية وكذلك تطلعاته مع المنتخب سواء في التصفيات التي تعد الأهم أو المرحلة التي تليها، حيث أن عقد المدرب جاء لعام واحد فقط.
تفصلنا عن التصفيات ثلاثة أشهر تقريبا تتخللها مشاركة في البطولة الودية بوسط وغرب آسيا ،وهي تمثل محطة في غاية الأهمية للمدرب لوضع لمساته وفلسفته التكتيكية قبل خوض التصفيات وفقا للإمكانيات الجماعية والفردية التي يملكها المنتخب من خلال الأسماء التي سيقتنع بها كيروش ،والتي غالبا لن تكون بعيدة عن الأسماء التي لعبت التصفيات منذ إنطلاقها في المرحلة الثانية.
كيروش صاحب ال٧٢ عاما مر بكثير من المحطات التدريبية كما ذكرنا سابقا على مستوى الأندية والمنتخبات ،لكن محطاته الأخيرة لم تكن ناجحة ، لكن ذلك لا يجعلنا نتشائم ،فلكل محطة ظروفها.
ما يهم الوسط الرياضي بالسلطنة الذي إستقبل خبر التعاقد مع كيروش بين متفائل ومتشائم ، يهمه أن يسقط المدرب سنوات التدريب على أداء المنتخب ويشربه عصارة خبرته في أهم مباراتين في تاريخ الكرة العمانية في أكتوبر المقبل، حيث أن الصدفة شاءت أن تكون للمدرب دراية سابقة بمنتخبي قطر والإمارات اللذان سبق وأن قادهما سابقا ،كما أنه خبير بالمنطقة للفترة الطويلة التي قضاها مع المنتخب الإيراني،هذا من جانب ، ومن جانب آخر معرفته بمنتخبنا الوطني الذي قابله لعدة مرات في التصفيات الآسيوية وكأس العالم وفي نهائيات آسيا.
كيروش الذي قبل المهمة في هذه المرحلة الحرجة،هو ضمنا قبل خوض التحدي كون المباراتين المنتظرتين مصيريتين، إما أن تجعله بطلا ستحمله الجماهير العمانية على أكتافها، أو أنه سيلاقي السخط والغضب بسبب ضياع فرصة التأهل.
وحتى نكون واقعيين في تناول الموضوع، فالأمر جله لن يكون مرهونا على المدرب وجهازه الفني رغم قبوله التحدي، بل لا بد من توافر عناصر أخرى أهمها الإستعداد الفني والبدني والذهني للفريق ،وتهيأة كافة الظروف الكفيلة بتحقيق النجاح من قبل اتحاد كرة القدم الذي يراهن على نجاح المهمة بعد إتخاذه لخطوة تغيير الجهاز الفني، ومن العناصر الأخرى الدعم الجماهيري الذي يجب أن يواصل دعمه حتى المباراة الأخيرة ، إلى جانب الدعم الحكومي المفترض حضوره بقوة لتحفيز اللاعبين ،وتسهيل حضور الجماهير للمؤازرة .
مرحلة جديدة تسبقها تطلعات أكبر نحو تحقيق حلم كبير ليس بالسهل ،لكنه ليس بالمستحيل.
فالجولة الرابعة من تصفيات كأس العالم نتمناها أن تكون الجولة الأخيرة لتحقيق حلم طال آنتظاره .