“مأزق بايدن”.. الضغوط الداخلية واقتراب الانتخابات يدفعان “بايدن” لإنهاء الحرب في غزة قريباً
وكالات – العربي
مع اقتراب الانتخابات التمهيدية الأمريكية في يناير المقبل، يعتقد مراقبون وتقارير أمريكية، بأن الرئيس جو بايدن؛ يسعى جاهدًا لتغيير مسار الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس بعيدًا عن العمليات العسكرية الواسعة التي أسفرت عن استشهاد آلاف الفلسطينيين ومثّلت ضغطًا كبيرًا على إدارته بحلول نهاية ديسمبر من هذا العام.
وتعمل واشنطن على إمكانية تمديد الهدنة الحالية بين طرفَي الحرب، إذ زار مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز قطر الثلاثاء، وشارك في محادثات مع رئيس الموساد، ورئيس جهاز المخابرات المصرية، ومسؤولين كبار من قطر، وجرى استعراض مقترح يتضمن وقفًا طويلًا لإطلاق النار، وفق شروط محددة.
وقال محللون سياسيون، وفق “سكاي نيوز عربية”، إن الضغط الداخلي من قِبل الإدارة الأمريكية، واقتراب الانتخابات الرئاسية، يدفعان الرئيس بايدن، نحو اتخاذ إجراءات جديدة تستهدف تهدئة الصراع في الشرق الأوسط، وحل الأزمة الراهنة ووقف تصاعدها خلال الأيام المقبلة.
ويرى المحللون أن إدارة بايدن تسعى لتجنب تصاعد العمليات العسكرية مجددًا ومنع استمرار الحرب إلى ما بعد أعياد الميلاد؛ لأن ذلك يجعل الحرب مادة خصبة للجمهوريين، وستكون نقطة ضعف للرئيس بايدن، خلال مشواره للاحتفاظ بولاية جديدة بالبيت الأبيض.
صحيفة “نيويورك تايمز” قالت إن مع تأمين إطلاق سراح الطفلة الأمريكية أفيجيل إيدان، فإن التحدّي الذي يواجه بايدن في المستقبل، ليس فقط إطلاق سراح بقية الأمريكيين المحتجزين، لكن استخدام النجاح الذي حققته الأيام الأخيرة لتغيير مسار الحرب في غزة.
ويأمل الرئيس الأمريكي في التأثير على بدء أي عمل عسكري جديد، وضمان تحجيمه بشكل أكبر وبذل مزيدٍ من الجهد لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، حيث سبق أن حذّر البيت الأبيض، إسرائيل بالفعل من استهداف جنوب غزة، حيث فرّ عديدٌ من الفلسطينيين دون خطة ملموسة لحماية المدنيين.
أيضًا، لدى بايدن أسبابٌ قوية في تأخير أو منع مزيدٍ من الأزمات في غزة؛ لأسباب إنسانية ولتخفيف رد الفعل السياسي الداخلي من الناخبين الشباب الذين أدانوا دعمه المباشر لإسرائيل.
ووفق الخبراء، فإن طول أمد الحرب في قطاع غزة أدّى إلى انقلاب الأوضاع داخل الولايات المتحدة، سواء من وجود مظاهرات شعبية أو اعتراضات داخل الإدارات الأمريكية المختلفة، وبخاصة في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، حيث دفعت هذه الضغوط إدارة بايدن، إلى التراجع “حتى لو من حيث الشكل” من طريقة تعاملها. وبدا ذلك واضحًا في الاعتراض على العمليات العسكرية في جنوب غزة، حيث يتمركز مئات الآلاف من الفلسطينيين للموت.
وتراجعت شعبية بايدن إلى أدنى مستوياتها خلال رئاسته بنسبة 40 بالمئة، في ظل رفض أغلبية كبيرة من الناخبين نهج إدارته في التعامل مع السياسة الخارجية، والحرب التي تشنّها إسرائيل ضد قطاع غزة، وفق استطلاع رأي نشرت نتائجه شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية.
وبرز التراجع بدرجة أكبر في صفوف الديمقراطيين، الذين يعتقد أغلبهم أن إسرائيل تجاوزت الحدود في عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وبين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، إذ رفض 70 بالمئة منهم طريقة تعامل الرئيس الأمريكي مع الحرب الجارية، حسب الشبكة.