لبنان يمنع حاكم المصرف المركزي من السفر
أ ف ب – العربي
أصدر القضاء اللبناني، الأربعاء، قراراً بمنع حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة من السفر، بحسب مسؤول قضائي.
وجاءت الخطوة بعد تسلّم السلطات اللبنانية شارة حمراء من الانتربول، بناء على مذكرة توقيف فرنسية.
وقال المسؤول إنّ المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان قرر بعد استجواب سلامة “تركه رهن التحقيق ومنعه من السفر وحجز جوازي سفره اللبناني والفرنسي”، مضيفاً أنه “أرسل تقريراً تضمّن محضر الجلسة الى فرنسا، وطلب من القاضية أود بوريزي تزويده بملف التحقيق الفرنسي”.
والثلاثاء، نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر قولها إن محكمة الاستئناف في باريس ستصدر في الرابع من يوليو (تموز) قرارها بشأن قانونية عملية الحجز على أصول عقارية وأموال لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في أوروبا.
ويُشتبه بأنّ سلامة، 72 عاماً، استحصل على هذه الأملاك والأصول عبر اختلاس أموال عامة في لبنان حيث يتولى حاكمية المصرف المركزي منذ ثلاثة عقود وتربطه علاقة وثيقة بالطبقة السياسية.
وتدرس غرفة التحقيق في محكمة الاستئناف بباريس طلبات إبطال تقدّم بها فريق الدفاع عن سلامة حيال أكثر من عشر عمليات حجز قامت بها فرنسا على أصول وممتلكات تقدّر قيمتها بعشرات الملايين من اليورو، وتشمل شققاً في مناطق راقية من العاصمة كالدائرة السادسة عشرة وجادة الشانزيليزيه، وأخرى في بريطانيا وبلجيكا، وحسابات مصرفية.
وبحسب مصادر مطلعة على الملف، طلبت النيابة العامة الثلاثاء تأكيد عمليات الحجز هذه.
ووفق معطيات اطلعت عليها وكالة فرانس برس، تخشى النيابة العامة أن تحرم فرنسا من “كل مجال للمصادرة” في حال دان القضاء سلامة يوماً ما.
وفي أواخر الأسبوع الماضي، أكد مصدر قضائي لبناني تسلّم المذكرة التي تطلب “توقيف سلامة وتسليمه الى السلطات القضائية الفرنسية”، موضحاً أن المدعي العام التمييزي سيستدعيه إلى جلسة تحقيق “على أن يطلب بعدها من القضاء الفرنسي إيداعه ملفه القضائي ويقرر ما إذا كانت الأدلة المتوافرة فيه كافية لاتهام سلامة ومحاكمته”.
وإذا ثبتت الاتهامات في حقه “سيصار إلى محاكمة سلامة في لبنان”، وفق المصدر.
وأعلنت فرنسا والمانيا ولوكسمبورغ في أواخر مارس (آذار) 2022 تجميد 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية، وذلك إثر تحقيق استهدف سلامة وأربعة من المقربين منه، بينهم شقيقه رجا سلامة.
ويتعلّق التحقيق بقضايا غسل أموال و”اختلاس أموال عامة في لبنان بقيمة أكثر من 330 مليون دولار و5 ملايين يورو على التوالي، بين 2002 و2021″.
ويطالب وكلاء الدفاع عن سلامة باستعادة أصول بعشرات الملايين من اليورو يملكها موكّلهم ومحجوزة في فرنسا.
ويجري التحقيق القضائي الفرنسي الذي كشفت عنه وكالة فرانس برس، منذ يوليو (تموز) 2021، بموازاة تحقيقات أوروبية ولبنانية أخرى بحقّ سلامة.