نعم أتمتع بقوام جميل، ونحافة تحسدني عليها عارضات الأزياء
ورغم ذلك الرجال يرونني ابنة للجن، الذين نسوها أهلها، في ليلة مغبرة، هربًا من أقدراهم.
هل تصدقون بأنني صدقت أنني ابنتهم، وجلست أنتظر أبائي أن يأتوا في ليلة مغبرة أخرى، ويرحلوا بي إلى عالمهم ،نعم، تعالوا خذوني فلقد كرهت عالم الإنس.
بعدها بسنة، تزوجت برجل مرة أخرى، وهذه المرة كانت المشكلة في أخيه وليست والدته، فأخوه يغار منه في كل شي، ويحاول أن يقلده ويذهب إلى زوجته ويقول لها: افعلي كما تفعل زوجة أخي، فهي جميلة، ومطيعة،
فكان دائمًا يقارن زوجته بي، وللأسف نحن نعيش مع بعض في بيت واحد لضيق ذات اليد، كالعادة، مع أي زوج يتزوجني وكأن ضيق ذات اليد لا تريد أن تغادرني!
الغيرة النسائية هي التي جعلت زوجته لا تحبني، وأحدثت المقارنات ودائمًا الفتاة الجميلة تخسر الرهان، لا تصدقوا المسلسلات بأن الفتاة الجميلة تكون محبوبة!
مرت سنة على زواجنا وجاءت الفرحة المنتظره، يوم تخرجي من الجامعة، وكنت لحظتها، أكلم زوجي فرِحةً بتخرجي، وبعد أن أغلق الهاتف، تبادل مع أخيه بعض الكلمات التي تحولت إلى خلاف بينهما، زوجي مريض معه داء القلب، فلم يتحمل كلمات أخيه، فسقط ميتًا!
مات زوجي ليلة تخرجي! هذا ملخص حياتي، بين طلاق زوج وموت زوج
و”الحمدلله على كل حال”، بعد أن كبر إخوتي وتوظف أغلبهم، أخذوا أمي لكي تعيش معهم، وهذا أقل هدية نهديها لأمنا الصابرة، تلك المرأة المسكينة، ولكن البنات، وأنا منهم، جلسنا مع الوالد، وبعد ولادتي لابني “محمد” رفضت زوجة أبي المكوث معها في البيت، فذهبت مع أمي، وجلسنا في بيتي الذي ورثته من المرحوم زوجي، انتهت حكايتي لكن حلمي لم ينتهي بعد، أنا الآن في الخامسة والثلاثون من العمر أنتظر الوظيفة، وسوف أبدأ تحقيق حلمي والبحث عن السعادة، وسوف أنتقل إلى عالم فيه مرحٌ وحبٌ للحياة، وهناك خيط من الأمل يتسلل إلى قلبي، لعل وعسى أن يكون عهدًا جديدًا وصلحًا مع حياة تستحقها “الجنية” بعد عناء…
أيها الأحبة حافظوا على أمانيكم فهناك رب كريم سوف يحققها، وعيشوا حياتكم مثلما أردتموها، حتى ولو كنتم ممسوسين، من الجن، فأنتم تستحقون الحياة…