حبا الله سلطنة عمان بمقومات عديدة متنوعة ومختلفة تخلب الألباب بعذوبة جمالها وتأسر الأنظار بلطف سحرها من مسندم إلى ظفار، و ما بين تلك المحافظتين هناك الكثير من المقومات التي تزخر بها سلطنة عمان وتتميز بها باقي المحافظات على مستوى الطبيعة، حيث تتنوع تفاصيلها في بعض منها وتنفرد في البعض الآخر ولنا في ذلك التنوع الكثير من الأمثلة من بحار وسلاسل جبلية وصحاري وسهول خضراء منبسطة ومراعي طبيعية وشواطئ بكر غنية ومحميات طبيعية وجزر ساحرة وأودية جارية إلخ…
في جانب متفرد استثنائي وفي فصل من فصول السنة تنفرد محافظة ظفار عن غيرها بموسم الخريف هذا الفصل السنوي الاستثنائي الذي يختلف وضعه عن باقي المحافظات والذي يعد من أهم الفصول في السلطنة بشكل عام وفي محافظة ظفار بشكل خاص إذ يشهد هذا الموسم حراك غير طبيعي في دوران عجلة الاقتصاد السياحي العماني ويتنفس الصعداء طيلة فترة هذا الموسم الذي يبدأ فلكيا من ٢١ يونيو وحتى ٣١ أغسطس.
ويتوقع زيادة نسبة زوار محافظة ظفار هذا العام عما كان عليه في العام الماضي إذ بلغ زوار الخريف في العام ٢٠٢٢ بشكل عام ٨١٣ ألف زائر من داخل وخارج السلطنة شكل منهم العمانيون ما يقارب ٥٦٣ ألف زائر وتعزى توقعات زيادة نسبة الزوار في خريف ٢٠٢٣ إلى جوانب عدة أبرزها التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- من خلال تقديم الدعم المباشر في تخفيض أسعار الوقود في مطار صلالة بعد أن أعلنت إحدى شركات الطيران المحلية الخاصة عن أسباب ارتفاع قيمة التذكرة من مسقط لصلالة، مما أسهمت تلك التوجيهات في زيادة عدد نسبة المسافرين عبر مطارات السلطنة.
هناك مؤشرات أخرى في ارتفاع نسبة الزوار هذا العام منها زيادة عدد رحلات شركات الطيران المحلية والخارجية إضافة إلى تسيير زيادة عدد الرحلات المباشرة من مطارات دول الخليج وعبر شركات طيران مختلفة، حيث يتوقع زيادة عدد نسبة الزوار من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي عما كان عليه في العام ٢٠٢٢ الذي وصل عدد الزوار فيه إلى ١٦٢ ألف تقريبا، هذا ما يخص جانب السفر وهناك دون شك مؤشرات أخرى من حيث استعدادات المحافظة من خلال تنظيم مهرجان موسم خريف ظفار السنوي الذي يدخل هذا العام بحلة وصورة جديدة مختلفة عما ظهر عليه في المواسم الماضية حيث دشنت في وقت سابق فعاليات المهرجان لهذا الموسم والذي يحضى مباشرة باهتمام ومتابعة حثيثة من قبل صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار وبمتابعة من سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار.
إذاً لا عذر من عدم زيارة محافظة ظفار لمن يستطيع ذلك والاستمتاع بالأجواء الماطرة الرذاذية الساحرة في هذا الموسم الاستثنائي موسم فصل الخريف والاستمتاع بكل تفاصيل فعاليات مهرجان موسم خريف ظفار ٢٠٢٣ وأن لا نقارن باقي الوجهات الخارجية التي يتم الترويج لها بين الحين والآخر والتي لا تحمل معظمها خصوصيات محافظة ظفار من عادات وتقاليد ومن قرب مسافة ومصاريف تعد في *متناول الأيدي* من مسكن ومأكل ومشرب وترفيه فلا ننظر إلى المقارنة في خاصية واحدة فقط بل هناك ميزات وخواص لا تمتلكها تلك الدول ناهيك عن وعثاء وعناء السفر الطويل واختلاف الثقافات.
ما نتمناه من كل من يعنيه الأمر وكل من له شأن في هذا الجانب مراعاة أن تكون محافظة ظفار وموسم مهرجان خريف ظفار ٢٠٢٣ في *متناول الأيدي* من حيث عدم المبالغة في رفع رسوم الإيجارات وباقي الخدمات لكي نساعد ونشجع و نسهم في تشجيع السياحة واستقطاب العدد الأكبر من السياح الذي يزداد عاما بعد عام كما شهدناه في ارتفاع نسبة زوار خريف ٢٠٢٢ والذي وصل إلى ٨١٣ ألف زائر فنتمنى أن يزيد العدد في هذا الموسم، كما نتمنى أن تكون هناك رقابة على الأسعار والخدمات التي تقدم للزائر حيث يشتكي البعض من رفع تلك الرسوم بشكل أو بآخر .
وفي جانب آخر من الجوانب المهمة التي تتميز بها محافظة ظفار بموسم الخريف ألا وهي سياحة المؤتمرات حيث تحرص بعض الجهات الحكومية و الخاصة من وضع خططها في روزنامة الملتقيات
من إقامة واستضافة المؤتمرات والاجتماعات والفعاليات والمعارض على أن تقام في موسم الخريف وتستقطب الكثير من المشاركين في تلك الفعاليات لما تتمتع به محافظة ظفار من بنية تحتية مهيئة في احتضان واستضافة فعاليات عديدة في آن واحد وما يساعدها في ذلك الترويج والتوجه لدعم وتسهيل إقامة تلك الفعاليات والبرامج في المحافظة في موسم الخريف كما يعد ذلك رسالة لبقية المؤسسات والشركات التي تُعنى بتنظيم مثل هذه البرامج من خارج السلطنة عن استعداد محافظة ظفار في خلق أجواء مثالية من مختلف الجوانب لإنجاح تلك الفعاليات حيث يُتخذ من موسم الخريف وهذا الفصل السنوي الاستثنائي موعدا تنظم فيه مختلف المؤسسات والشركات الحكومية كانت أو الخاصة من داخل وخارج السلطنة ملتقياتها السنوية، على سبيل المثال وليس الحصر يتخذ الاتحاد العربي للإعلام السياحي موسم خريف ظفار محطة له في إقامة العديد من أنشطته وفعالياته وورش عمله بالإضافة إلى تعاونه بالتنسيق مع مختلف الجهات العربية المعنية بقطاع السفر و السياحة من خلال حثهم على إقامة أنشطتهم وفعالياتهم واجتماعاتهم ولقاءاتهم بمحافظة ظفار خلال موسم الخريف الاستثنائي الذي تشهده سلطنة عمان بشكل سنوي.
مقال جميل.. أنا حاليا أستمتع بخريف ظفار.. جهود جبارة من الحكومة.. خدمات وترفيه وفعاليات متنوعة ومتوزعة لأماكن كثيرة تخف الزحمة والضغط على موقع واحد.. الشرطة والبلدية والحكومة لهم التحية على الجهود.
تبقى ملاحظة مهمة جدا.. لا توجد آلات دفع إلكترونية في بعض محلات المواقع السياحية والترفيهية بل فقط الدفع بالكاش. ولا توجد مكائن سحب قريبة أو حتى متحركة مؤقتة.. ويبقى الزائر يعاني.. رغم أن صلالة في المتناول.
شكرا لك..