“سن اليأس للرجال ..” بقلم: أميمة عبدالعزيز زاهد
برزت إلى السطح منذ مدة غير قصيرة نظرية تقول أن الرجال أيضًا يدخلون بمرحلة “سن اليأس” ويحصل لديهم بعض التغييرات الجسدية والنفسية والعقلية التي بدورها تؤدي إلى ظهور علامات وأعراض ما يُطلق عليها اليوم ” سن يأس الرجال، أو أزمة منتصف العمر”.
لم أكن أدرك بأن للرجل مرحلة حرجة يمر بها وبأنه يعاني من سن اليأس وأن هذا الخبر حقيقة وليس من وحي الخيال فقد أكد الأطباء المتخصصون ذلك وهي مرحلة تبدأ غالبًا بعد بلوغ الرجل لسن الأربعين فما فوق.
وثبت علميًا بأن الرجل يصاب بانخفاض نسبي وتدريجي لهرمون التستوستيرون وأن للرجل مرحلة منتصف العمر مثل المرأة مع الفارق في المظاهر والأعراض فبعض الرجال قد يتسم بعدم التوازن وكثرة الشرود وأحلام اليقظة وسخط وملل من حياته والرغبة في القيام بشيء غير مألوف وتسيطر عليه فكرة العودة إلى الماضي بصفة عامة وإلى مراهقته بصفة خاصة فينجذب نحو الفتيات الصغيرات رافضًا تقبل فكرة تقدمه في السن ويريد أن يثبت أنه ما يزال يتمتع بالصحة والشباب فيعيش مراهقة متأخرة توقظ مشاعره الخاملة وأحاسيسه المكبوته وقد تدفعه هذه المشاعر الجديدة إلى التمرد على وضعه والتحلل من إلتزاماته الأسرية.
ولكن إذا شعر الرجل بالتغيرات الفيزيائية التي تطرأ عليه فقد ينجح في المحافظة على لياقته ولكن من الصعب أن يتحكم في أعراض التقدم في العمر مثل تغير لون الشعر أو سقوطه أو ضعف وزيادة الوزن أو ظهور التجاعيد وانخفاض في معدل الحالة الجنسية وما يساعد على ظهور هذه المرحلة بصورة واضحة إذا كان لا يتوافق ثقافيًا واجتماعيًا وفكريًا مع زوجته أو كان يعاني من خلل في علاقته مع أبنائه أو عندما يشعر بأنه لم يحقق كل أحلامه وماكان يتمناه وأنه لم يأخذ حقه من السنوات الماضية من عمره وهذا النموذج من الرجال يفتعل في تعامله الرقه والحنان ويظهر شهامته ونبله وقت الأزمات ليستحوذ على إعجاب من حوله من النساء طبعًا خارج إطار منزله ولا يدرك أنه يفتقد إلى النضج، فهو يحاول أن يجدد شبابه من خلال التمرد على الشعر الأبيض ويتمسك بالطابع الشبابي في مظهره وملبسه وحتى نوع سيارته ويحاول أن يجدد مشاعره ويبحث عن امرأة أخرى أو زوجة ثانية صغيرة يشعر معها بأنه مرغوب وتشعر هي بالانبهار بحديثه ونجاحاته وخبراته في الحياة.
وأحيانًا تدفع بعض النساء أزواجهن إلى حالة الملل والكآبة مما تجعلهم يهربون من البيت مما يجعل الزوج يمارس مراهقته على أشكالها المختلفة وهناك زوجات تعتبرن أنفسهن تعدّين مرحلة الخصوبة والشباب و يتهمن الزوج بالتصابي، فيرى الزوج زوجته مستسلمه لبوادر الشيخوخة فيبدأ بالبحث عن أخرى.
وأحيانًا عدم توفر الزوجة الصديقة التي تشارك الزوج أحلامه وهواياته وتوفر له الاستقرار، علاوة على اقتحام الروتين والملل للحياة الزوجية خاصة بعد الانتهاء من مشاكل تربية الأبناء وخروجهم سواء بالزواج أو للعمل في الخارج فتعمد بعض الزوجات للإهمال واللا مُبالاه أو بالعكس تصاب بهوس الصديقات والخروج مما يجعل الزوج يأخذ منحنىً آخر في حياته.