“زواج ـ مشاعر = إحباط” بقلم: أميمة عبدالعزيز زاهد
من أسعد الأوقات التي تعيشها الزوجة؛ هي اللحظات التي تقضيها مع زوجها في ودّ وانسجام وحب، وعندما يُسمعها كلمة رقيقة أو كلمة عرفان وتقدير لمجهوداتها.. لحظة تتمناها كل زوجة؛ صغيرة أو كبيرة، متعلمة أو جاهلة، ربة منزل أو موظفة، فالمرأة بطبيعة فطرتها وتكوينها رومانسية؛ تريد من يُشعرها بأنوثتها، وهذا الاحتياج يزداد مع مرور الأعوام.. فهي تحتاج إلى همسات حانية ومشاعر فياضة تنسيها متاعبها، فلماذا يبخل بعض الأزواج بلحظات صفاء يمارسها مع رفيقة دربه وشريكه حياته؟ وما الذي سيخسره لو أمتعها وخصّص ولو جزءًا بسيطًا من وقته للحديث معها، حتى لو كان مشغولاً طوال الوقت بالعمل؟! فإن مثل هذه اللحظات تزيل عناءه وتبدد همومه، فالفائدة مشتركة.. ومهما أعطى الزوج، ومهما أنفق من مال وهدايا؛ كل ذلك لا يوازي لدى الزوجة لحظات تشعر بها بكيانها معه، وأنها لا تزال مالكة قلبه ومشاعره، وهناك من يقول إن التصرفات والأفعال والمواقف تدل على الحب العميق. أكيد هي تعلم ذلك وتحس به، ولكن لو يدري الرجل بسرّ المفتاح العجيب الذي يفتح له أبواب السعادة؛ لما تردد لحظه في استخدامه، فالحب لا بد أن يمنح بكل الحواس، ولا تسقط حاسة تحت أي ظرف كان. لا تقل أيها الزوج إنك لا تعرف أن تعبّر عن أحاسيسك؛ لأنك بذلك تكذب وتناقض نفسك، فأنت كم أغدقتها من معسول الكلام في فترة الخطوبة، وأيام الزواج الأولى! ولا تقل إن تلك كانت فترة وانتهت، وما العيب في أن تراهق مع زوجتك؛ إذا كان ذلك ينعش الحياة الزوجية، ويبدد الملل، ويلغي مساحة الجفاف، ويخفف التوتر والقلق الناتجيْن عن مشاكل الحياة ومسؤولياتها؟! إن الرومانسية وتبادل كلمات الحب لا تقلّ منزلة في نظرها عن توفير السكن والملبس والأساسيات الأخرى، فتلك غذاء مادي، وهذه غذاء روحي ومعنوي ونفسي، فما أتعس الزوجة التي تشعر بأنها مجرد آلة أو قطعة أثاث مهملة لأنها ستعيش في إحباط مستمر!!
فالحب يا سيدي ليس له مرحلة أو سن وينتهي، وإني لأستغرب من الزوج الذي تطلب منه زوجته أن يُسمعها كلمات الغزل، ويسفّه مشاعرها ويتهمها بقلة العقل وبالسخف، وبأنها قد كبرت على مثل هذا الكلام، ويصيبها بالإحباط في عواطفها، ويلغي أبسط حق من حقوقها، ولماذا؛ لأن ذلك من وجهة نظره أمور تافهة وهناك الأهم، ونسي هذا الزوج أن الحب يحتاج إلى من يدعمه ويرويه؛ حتى ينمو ويقوى، ويتغلب على المصاعب التي تواجه الحياة… فبعمق الحب يا سيدي وصدقه؛ تمارس حياتك بدون ذبذبة المشاعر، ودون الحاجة إلى الدفاع عن أي هزة تواجه كيان الأسرة، فمادام هناك حب؛ فهناك ثقة وأمل، فلا معنى للملل ولا اليأس، وفي حالة حدوث المشاكل؛ ستجدها بقلبها العامر بحبك؛ تدافع بكل قوتها عن أنسب الحلول لتهدئة الجو؛ لتعيشا معًا معنى الاستقرار، وتتذوقا طعم الألفة والمودة.