كل أربعاء مع فاضل المزروعي

الجماهير تتضامن مع غزة

تسعى الهيئات والمنظات الرياضية والعالمية بفصل الرياضة عن السياسة ، رغم أن هنالك شواهد أوضحت أن الرياضة أصلحت ما أفسدته السياسة في كثير من المواقف .
وفي هذه الأيام يتفاعل العالم ويتعاطف مع ما يحدث في فلسطين المحتلة وفي غزة وأهل غزة التي ينتهك أمنها ويقصف سماها وبرها وبحرها ويسقط أهلها شهيدا تلو الآخر وسط أنظار العالم الذي يندد ويستنكر على مايحدث ، بينما الشيطان وأعوانه يستنكرون ما يقوم به الشعب الفلسطيني من دفاع عن أراضيه المسلوبة وحقوقه المنهوبة.

وتطالب المنظمات الرياضية بعدم رفع الشعارات الدينية والسياسية داخل الملاعب وبين الجماهير ، لكنها تفرض ذلك على البعض وتتغاضى عن الآخر من خلال مواقف شهدها العيان في كثير من المناسبات الرياضية ولعل آخر الشعار الذي يطلق في الدوري الإسباني من الموسم الماضي وحتى الحالي ( لا للحرب في أوكرانيا) تنديدا للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وإقصاء الروس من بطولات كرة القدم وكذلك البطولات الأخرى في عملية( وأد) للرياضة الروسية، بينما تشارك ( إسرائيل المحتلة) في تصفيات اليورو وتصفيات كأس العالم وتشرع لها الأبواب للمشاركة في جميع المسابقات ، فأين القوانين التي تفصل الرياضة عن السياسة.

ما يحدث من تضامن لمايجري ضد أهلنا في غزة لم تتمكن القوانين من منع تعاطف العالم العربي أولا ثم الإسلامي وحتى العالم كافة من ناحية إنسانية، فشاهدنا هدير الأهازيج نصرة لغزة وفلسطين من قبل الجماهير الجزائرية وعدة دول عربية ، وشاهدنا الجمهور الماليزي يهز المدرج هز في مباراة بين ماليزيا والهند ، وشاهدنا لقطات مفرحة في الملاعب الشهيرة في أوربا ، في الأنفيلد معقل نادي ليفربول تحديدا أحد أبطال إنجلترا وأوربا وفي توتنهام في بريطانيا وفي سوسيداد وأوساسونا وجيرونا في إسبانيا وفي ملعب سيلتك بإسكتلندا ، وفي تركيا رفعت لوحة ضخمة كتب عليها” نصمت عندما ينام الأطفال، لكننا لا نصمت عندما يقتلون” ،كما شهدت ملاعب متفرقة بأمريكا الجنوبية مشاهد للتعاطف الجماهيري .

إن الرياضة وسيلة قوية جدا لإرسال الرسائل ،سياسية كانت أم مجتمعية أو صحية ، فتأثير لاعب مثل محمد صلاح كان كبيرا جدا ، وكذلك الفرنسي المسلم الجزائري الأصل كريم بنزيمة وعدد من اللاعبين الذين من خلال مواقعهم وصفحاتهم الخاصة التي يتابعها عشرات الملايين نجحوا في التعبير عن مواقفهم وكان لها الأثر الكبير في كسب التعاطف، بينما عزانا لبعض اللاعبين الدولين المحترفين العرب الذين إلتزموا الصمت حتى الساعة ولم يعبروا عن مواقفهم تجاه غزة لا بالكلمة ولا بالمال .

إذا كانت الرياضة وسيلة ناجعة لإيصال إستغاثة المظلوم ونصرته ومساندته فلنستخدمها ما دامت تلتزم بالأطر والتنظيم وعدم الخروج عن صيغ التعبير ولا نرضى بتكميم الأفواه وحبس المشاعر عن التعبير ومواساة أهلنا .

وأخيرا ..دعانا بأن ينصر الله غزة وأهل غزة ، وأن يخفف عنهم الآلام والأوجاع ، إنه بكل شيء قدير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى