ثلاث جولات مضت من عمر موسم 21 \ 22 لدوري محمد بن سلمان، ولم يستطع أي نادٍ أن يحقق العلامة الكاملة، الهلال تعادل والفيحاء تعادل، بواقع الـ 7 نقاط وبفارق الأهداف يتصدر الفيحاء، وهو تصدر مؤقت بطبيعة الحال، يمكن أن يستمر لجولة أو جولتين على أبعد تقدير، لأن الهلال قد يعود إلى الصدارة، ولكن قبل عودة الهلال إلى الصدارة سنشهد احتدامًا بين الاتحاد والنصر على دخول مثلث التنافس على الصدارة، وأقول مثلث لأنه وحتى تاريخ هذه اللحظة لا نستطيع أن نؤكد أن الفيحاء المتصدر الحالي، يمتلك القدرة على المضي قدمًا في المنافسة، رغم فوزه الأول على الاتحاد، ثم تعادله مع الفتح، ثم فوزه على الطائي، والمواجهة القادمة ستكون مع الفيصلي، بينما الهلال سيواجه الاتفاق، ولهذا قلت إن الجولة القادمة يستطيع فيها الفيحاء المحافظة على الصدارة.
الاتحاد والنصر، بكل حيادية أقول أنهما أصبحا مستعدين للإنتقال إلى مرحلة الفوز تلو الفوز، وبالتالي تضييق الخناق على الهلال وحرمانه من أي صدارة بأريحية، أما الشباب فالأمر ما زال معلقًا بالنسبة إليه، وبطبيعة الحال فإن الأمور بالنسبة للأهلي سيئة جدًا، ولكن لو فرضنا أن الأهلي حافظ على سجل عدم الخسائر وحقق بعض الإنتصارات، مع أي سقطات للهلال والاتحاد والنصر، فإن عودة الأهلي بشكل رقمي أمر قد يحدث، ولكن بشكل تقني وفني وإداري، فإن الأهلي ما زال في غرفة الإنعاش، ويبدو أن إقامته ستطول هنالك للأسف.
ثلاثة فرق لم تعرف طعم الخسارة إلى الآن، الفيحاء والهلال والأهلي، لكن نعيد ونكرر من دون تحقيق الإنتصارات فإن عدم الخسارة ليس نتيجة إيجابية، الفيحاء متصدر والهلال خلفه مباشرة، بينما الأهلي في المركز 12، يعني فوزا واحدًا للحزم مع تعادل جديد للأهلي، يأخذ بالحزم إلى مرتبة أعلى من الأهلي، رغم وجود خسارة في سجل الحزم وعدم وجودها في سجل الأهلي، وهذه فرصة ممتازة للفرق في منتصف سلم الدوري، أن تستغل حالة التوهان لدى بعض الأندية الكبرى، وأن تسجل إنتصارات ونتائج إيجابية، وتحقيق مراكز متقدمة، والباحث عن التقدم يختلف وضعه كليًا عن الباحث على الحفاظ على التقدم.
كما قلنا أعلاه، لم يستطع أي نادٍ أن يحقق العلامة الكاملة، وهذا مؤشر أن الفرق الكبرى تعاني حاليًا، نعم الهلال أقلها معاناة، لكن النصر والاتحاد يمتلكان القدرة على العودة، خاصة الاتحاد، الذي فعليًا منذ منتصف الموسم السابق وهو يتحرك صعودًا، ويبدو أنه نفض الغبار عن نفسه، وإن الاتحاد عائد بقوة، والنصر يبقى النصر، في أسوأ حالاته وظروفه لا يمكن إخراجه من المنافسة، لأن النصر بكل بساطة هو أكثر نادٍ يمتلك ميزة تحقيق ما هو غير متوقع، سواءً التحقيق الإيجابي أو السلبي، فكثير هي المرات التي خرج منها من المنافسة رغم تواجده في القمة، وكثيرة هي المرات التي حين كنا نظن أنه خارج المنافسة يعود، بل ويحقق اللقب.
يبقى لدينا أيضًا ملف المشاركة الآسيوية، وسنفتحه في قادم الأيام إن شاء الله، لكن الجولة القادمة، من غير المتوقع أن تُحدث فارقًا كبيرًا، وستبقى المراكز الخمسة الأولى متقاربة، مع أمنيات حقيقية لدي بأن يستمر الفيحاء بتقديم النتائج الطيبة، وأن يستمر في الصدارة، وأن يشكل حافزًا قويًا لبقية فرق منطقة الوسط، بأن تحذو حذوه وتضغط أكثر على الفرق الكبيرة، لمزيد من المتعة الكروية.