إن تجنب شرب الماء مباشرة بعد الوجبات هي ممارسة يدعو إليها بعض خبراء التغذية والأنظمة الصحية التقليدية، وينبع الأساس المنطقي وراء هذه النصيحة من نظريات مختلفة تتعلق بالهضم وتأثيره على الصحة العامة.
وجاء في موقع “MSN” أن أحد المعتقدات الشائعة يدور حول أن تناول الماء مباشرة بعد الوجبات يخفف من العصارة الهضمية في المعدة؛ ما قد يعيق عملية هضم الطعام. ووفقًا لهذا المنظور، يتطلب الهضم الأمثل تركيزًا معينًا من حمض المعدة والإنزيمات، والتي يمكن أن تتعطل بسبب تناول الماء الزائد.
بالإضافة إلى ذلك، يقترح بعض المؤيدين، أن شرب الماء مباشرة بعد الوجبات قد يؤدي إلى الانتفاخ أو عدم الراحة بسبب مزيج الطعام والسوائل في المعدة. وهذا قد يؤدي إلى الشعور بالامتلاء أو الثقل، الأمر الذي قد يكون غير مريح لبعض الأفراد.
علاوة على ذلك، فإن بعض الممارسات الصحية التقليدية، مثل الأيورفيدا (الطب الهندي التقليدي) والطب الصيني التقليدي، تحذر من شرب الماء البارد مع وجبات الطعام. في هذه الأنظمة، يُعتقد أن المشروبات الباردة تطفئ نار الجهاز الهضمي؛ ما يبطئ عملية الهضم ويحتمل أن يؤدي إلى مشاكل مثل عسر الهضم أو التمثيل الغذائي البطيء.
ومع ذلك، من الضروري ملاحظة أن الأدلة العلمية التي تدعم هذه الادعاءات محدودة. في حين أن بعض الأشخاص قد يعانون بالفعل من عدم الراحة أو اضطرابات في الجهاز الهضمي بعد تناول الماء مع وجبات الطعام، بينما قد لا يلاحظ بعضهم الآخر أي آثار ضارة.
في النهاية، يعتمد شرب الماء مباشرة بعد الوجبات على التفضيلات الفردية وحساسية الجهاز الهضمي، وقد يجد بعض الأفراد أنه من المفيد الانتظار فترة قصيرة بعد تناول الطعام قبل شرب الماء، بينما قد لا يواجه آخرون أي مشاكل مع شرب الكثير من الماء.
كما هو الحال مع العديد من التوصيات الغذائية، من الضروري الاستماع إلى جسمك والانتباه إلى كيفية تأثير الممارسات المختلفة على عملية الهضم والرفاهية العامة. ويمكن أيضًا التشاور مع أخصائي الرعاية الصحية أو اختصاصي تغذية، لتقديم إرشادات شخصية بناءً على الاحتياجات والأهداف الصحية الفردية.
