جهود السعودية في التعليم عن بُعد أكثر جاهزية وتقدماً وفق 13 مؤشراً عالمياً
جامعة هارفارد: المعلمون السعوديون تجاوزوا التحديات بانفتاحهم على التغيير
الرياض- سمر ركن
نشرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD دراسة أجرتها عن التعليم عن بُعد في المملكة، ومدى استجابتها للتعليم خلال جائحة كورونا مقارنة مع 36 دولة، وذلك بالتعاون مع برنامج تقييم الطلاب الدوليين وجامعة هارفارد الأمريكية.
وأظهرت النتائج تقدّم المملكة في 13 مؤشراً من أصل 16 مؤشراً على متوسط هذه الدول في مستوى الجاهزية، كما كشفت عن حصول المعلمين على دعم كبير للتغلب على عقبات تفعيل التعليم الإلكتروني، إضافة إلى وجود إستراتيجية واضحة لدى وزارة التعليم في المملكة لإعادة فتح المدارس، وقياس أي فاقد ومعالجته.
واعتمدت الدراسة على البيانات الدولية المقارنة لاستكشاف مدى استعداد البلد للتعامل مع النتائج التعليمية للفايروس وكيفية تعامله مع إغلاق المدارس، وتنفيذ الدراسات الاستقصائية الدولية لمديري المدارس (TALIS)، وبرنامج تقييم طلاب المدارس (PISA)، وكذلك استبيان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (OECD ) واستبيان جامعة هارفارد بشأن الردود التعليمية على برنامج Covid-19 الذي أنجزته حكومات 36 دولة (أبريل / مايو 2020).
وقد تم الانتهاء من جميع المسوحات الثلاثة في المملكة العربية السعودية، التي تناولت نتائجها بداية الاستعداد لإغلاق المدارس، واستعداد المعلمين وتكيّفهم للعمل بطرق جديدة، والتدريس عبر الإنترنت وتكييف أساليب التدريس مع ظروف ومتطلبات الجائحة، حيث كانوا أكثر تفاعلاً مع المعلومات والاتصالات من المعتاد في جميع بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
وكشفت الدراسة أن المعلمين ومديري المدارس في المملكة أكثر انفتاحاً للتغيير من الأقران في جميع بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، إضافة إلى وجود تعاون نسبي في العمل التعاوني بين المعلمين وبين المدارس، مشيرة إلى وجود فرصة لتعزيز التعاون والمهارات الرقمية من خلال تقديم مستويات أعلى من التطوير المهني من خلال الدورات والحلقات الدراسية عبر الإنترنت.
وتؤكد الدراسة أن المعلمين في المملكة كانوا مستعدين بشكل جيد نسبياً لإغلاق المدارس، بينما هذا لايمكن أن يقال بالنسبة للطلاب بالمقارنة مع أقرانهم في جميع أنحاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث إن الطلاب في المملكة أقل عرضة للوصول بسهولة إلى الكمبيوتر ومكان هادئ في المنزل للدراسة، ولكن دافع التعلم لدى الطلاب أسهم بمواجهة التحديات والتغلب عليها من خلال شعورهم بدعم والديهم وأسرهم، وهي العلاقة التي تسعى المدارس لتعزيزها والحفاظ عليها لتحقيق أفضل النتائج.
وتشير الدراسة إلى استمرار توفير التعليم في المملكة من خلال وسائل بديلة باستخدام التلفاز، وتوفيره عبر الإنترنت وتقديم حزم تعليمية متنوعة، بمتابعة مباشرة من حكومة المملكة لاستمرار العملية التعليمية، والوقوف على مستجدات التعليم والخطط التي عملت عليها وزارة التعليم بمشاركة المعنيين من مديري المدارس والمعلمين خلال مدة إغلاق المدارس، وكذلك عكست تجربة المملكة في التعليم عن بُعد الطبيعية التعاونية للعمل الوطني بشكل مميز، وذلك في مدى مشاركة المدارس وأولياء الأمور والمجتمعات المحلية من قبل المواطنين لاستمرار التعليم.
وحول إعادة فتح المدارس تؤكد الدراسة أنها لا تزال قيد التطوير حتى إعداد هذه الدراسة، ولكنها تؤخذ على محمل الجد، وتضع في الحسبان تقييم المستوى التحصيلي للطلاب، ودراسة الفجوات، ووضع التدابير العلاجية لها، كما تقدم الدراسة المزيد من الرؤى حول قدرة المدارس على تعزيز التعليم والتعلم باستخدام الأجهزة الرقمية، حيث تشير بعض الجوانب إلى توافر أو جودة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بينما تشير جوانب أخرى إلى المعلمين وقدرة المدارس على دمج الأجهزة الرقمية في التعليم، وتضم القائمة المرجعية لموضوعات الدراسة حول التعليم عن بُعد الاستعداد والتحضير الجيد المتمثل في توفير الاستمرارية التعليمية خلال المرحلة الأولى من COVID-19، والتعلم من المرحلة الأولى للوباء، وتقييم التجربة لمعرفة أوجه القصور والتحديات والاحتياجات، إضافة إلى وضع ضوابط للحفاظ على التباعد المادي في المدارس وفي عمليات المدرسة والبناء، والقدرة على تنفيذها، وإنشاء نظام فعال للتعلم عن بُعد، ومساعدة الطلاب على تطوير المهارات التي يحتاجون إليها للازدهار والمشاركة في عالم الغد، وكذلك تعزيز الشراكات مع التكنولوجيا وشركات الاتصالات ووسائل الإعلام المختلفة لإيجاد بيئة تعليمية جاذبة، واستدامة وتعميق التطوير المهني للمعلم.