قد يرى البعض أن إنسحاب ٢٧ ناديا من مسابقات الاتحاد العماني لكرة القدم أمرا مفاجئا،إنما هو في الحقيقة أمرا مألوفا ،تحقق خلال المواسم الماضية ، وهي نتيحة إرهاصات تعيشها الرياضة بالسلطنة وكرة القدم بالتحديد .
فخلال المواسم الماضية شهد دوري النخبة ( عمانتل) إنسحاب فريقين كانا ضمن قمة الدوري وحققا نتائج إيجابية في الموسم السابق للإنسحاب، وقد جاءت الأعذار واحدة،وهي العجز في تغطية تكاليف المشاركة من إعداد ومشاركة ، وهذا الوضع تعاني منه جل أندية السلطنة وفي مختلف درجاتها،وهذا ما يؤكده موقف ٢٧ ناديا أعلنت تجميد نشاط الفريق الأول وعدم المشاركة والعدد قابل للزياد .
فقد أصبح الغياب أو الإعتذار أو التجميد ،سمه ماشئت ، من سمات دورينا ،ويستمر مادامت الأسباب ذاتها قائمة .
فبعد أن عجز الاتحاد السابق في إيجاد سيولة لتعزيز موارد المسابقة يقابلها دعم مباشر للأندية المشاركة ورفع مكافئات الفائزين ،سيظل الوضع على ماهو عليه.
ورغم أن بعض الأصوات طالبت بتدخل الوزارة ودعمها للأندية،فهذه الأصوات تنادي في الجانب الخاطيء، لأن دعم الوزارة المقدم لأندية السلطنة ليس لفرق كرة القدم أو لعبة فحسب ،بل الدعم لتغطية الجوانب الإدارية والمالية والصيانة ..وغيرها، ولتنفيذ الأهداف التي أنشأت من أجلها الأندية ،فإن تم المطالبة من أجل كرة القدم، ستتصاعد أصوات أخرى ميّالة للكرة الطائرة واليد والهوكي والألعاب الأخرى وكذلك الأنشطة الثقافية.
حلول كثيرة طرحت من أجل إنتشال المسابقة من هذه الحالة التي باتت تتكرر كل موسم، منها تجويد مسابقات كرة القدم بكل درجاتها وجعلها منتج جاذب من حيث تحسين التنظيم لكسب رعايات وشراكات داعمة بشكل مباشر ، ولن يتحقق ذلك سوى بالتسويق الممنهج، كما يجب العمل على استقطاب محطات إعلامية محلية كانت أو إقليمية لنقل مباريات الدوري أو إحدى مسابقات الاتحاد ككأس صاحب الجلالة أو كأس الاتحاد مقابل عقود مالية ، كما لاننسى الجماهير والسعى لإعادتها للمدرجات ،فالجماهير في جميع الدوريات يمثل حضورها دخلا مناسبا لتغطية بعض الجوانب .
من الحلول أيضا دعم الأندية لإستقطاب أسماء معروفة في عالم كرة القدم حتى وإن كانت تلك الأسماء في مشوارها الأخير بالمستطيل الأخضر، فهذه التجربة نجحت في كثير من الدول ،حيث ساهمت في ملء المدرجات وإظهار صورة إعلامية إيجابية عن المسابقات .
ورغم حديثنا عن التطلعات نحو كرة قدم مثيرة وجاذبة وذات عائد مادي، نتوقف قليلا على روزنامة الموسم القادم الذي لم يعلن عنها بعد ،مع أنباء عن نية إلغاء كأس الاتحاد التي مثلت طوال السنوات الماضية بطولة رديفة للدوري خرجت بفوائد جمة للأندية .. وهذا التأخير قد يتسبب في إحداث خلل على برنامج الدوري الموسم القادم،خصوصا وأن هناك مشاركات للمنتخب الوطني الأول في أكثر من مناسبة.
