“الخارجية السعودية: الوطن معك أينما كنت” بقلم: د. طلال بن سليمان الحربي
أينما حللنا ورحلنا وتنقلنا، دائمًا الوطن يرعاك ويهتم بك وبشؤونك، دائمًا أينما وجدت راية التوحيد خفّاقة في سماء أي دولة في العالم تكون فيها، فأنت في أمان وأنت بسلام وأنت بعد رعاية الله سبحانه وتعالى، برعاية الوطن، ويكفي ذلك الشعور الذي يسكنك حين ترى العلم على السفارة أو القنصلية السعودية، وتشاهد تلك الوجوه السمراء المبتسمة المُرّحبة الساعية لخدمتك وحل مشكلتك ومتابعة شؤونك، لهذا فلا يلومنا لائم حين نقول بكل فخر واعتزاز: لو لم أكن سعوديًا لوددت أن أكون.
هذه المنظومة من العمل المتسق المتزن الاحترافي، تقع مسؤوليتها تحت إدارة واشراف وزارة الخارجية السعودية، وبالتأكيد فإن الوزارة بكل هرميتها التنظيمية والإدارية على أهبة الاستعداد لخدمة الوطن والمواطن، وليس الأمر بتمثيل الدولة بالمحافل الدولية وراعية مصالحها وشؤونها السياسة وعلاقاتها الدبلوماسية، بل أيضًا شؤون مواطنيها في حلهم وترحالهم، والقنصليات السعودية متواجدة أينما كنت وكيفما كنت، أي حدث أو طارئ هم من يتابعون ويتصلون ويرسلون الرسائل و يطمئنون الأهل في الوطن.
إن جهود القنصليات السعودية في دول العالم المتواجدة فيها جميعًا، وبتوجيهات القيادة من ولاة الأمر إلى سمو الوزير بأن المواطن السعودي له الأولية القصوى في كل أمر وشأن وحدث، وسموه صاحب خبرة واستراتيجية متطورة يعلم كيف يدير شؤون المغتربين ويحقق لهم الخدمات المتميزة، وبالتأكيد فإن الكادر المرتبط بسموه على درجة عالية من الإتقان والاهتمام وعلى مقدمتهم معالي المساعد ووكيل الوزارة للشؤون القنصلية، وكل المنسوبين والكوادر، فلهم كل المحبة والتحية والتقدير.
لم يعد الأمر إلا واضحًا وضوحًا جليًا، فقلة هي الدول التي تراعي مصالح وشؤون مواطنيها في الخارج، والسعودية على مقدمة هذه الدول، وأصبحنا مضربًا للمثل، وأصبحنا بفضل الله ثم اهتمام وتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد الأمين، وإدارة سموه للوزارة، أصبحنا قدوة لكثيرٍ من شعوب دول العالم التي تطالب حكوماتها بأن كونوا على الأقل بنصف ما هو حال السعودي في سفره عملاً ودراسة وسياحة وعلاجًا، بل والكثير من الشعوب تطلب مساعدة قنصلياتنا، وشبابنا في أبهى حلة لهم بتواضعهم وتفانيهم واخلاصهم لوطنهم علمًا وعملاً وجهود سمو الوزير ومعالي المساعد وسعادة الوكيل للشؤون القنصلية وكل منسوبي الوزارة واضحة جلية للعيان.
ولا شك أن الفترة الماضية إِبان جائحة كورونا كان حجم العمل كبيرًا والضغط عاليًا، ومن تجربتي الشخصية التي شاء الله بها أن أكون متواجدًا خارج المملكة أثناء فترة الحظر الصحي، لمست وعرفت كيف يكون العمل في القنصليات والسفارات، وكم حجمه وأهميته، وكيف حين تكون سعودي فالكل ينظر إليك بنظرة التميز سواءً كانت النظرات حسدًا أو غيرة أو غبطة، فشكرًا لكم جميعًا وشكرًا لك يا وطني أنك وطني الذي أسكنه ويسكنني أينما كان هذا الجسد متواجدًا.
ومن ذوي الهمة ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة كل التحايا الطيبة لهم أيضًا، وإن كنت على عهدي ونذري لوطني بأن أعمل وأقدم ما استطعت من خدمة ذوي الهمة، فإننا بحاجة إلى المزيد من التطوير والتحديث في مجال خدمة ذوي الهمة في كافة سفاراتنا وقنصلياتنا من حيث تهيئة السفارات لاستخدامهم بجميع إعاقاتهم، ومواكبة كل ما هو جديد ومفيد بإذن الله تعالى.