الاقتصاد الإسرائيلي يتراجع بنسبة 3.5% مع ضغط الحرب على الإنفاق الاستهلاكي وقطاع الأعمال
انكمش الاقتصاد الإسرائيلي خلال الربع الثالث من عام 2020، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.5%، في حين أدت الحرب مع إيران إلى إغلاق العديد من الشركات، وأضرت بالإنفاق الاستهلاكي والصادرات والاستثمار، وفقًا لتقدير أولي صادر عن المكتب المركزي للإحصاء.
يمثل هذا الانخفاض أول تراجع له لمدة ثلاثة أشهر منذ الربع الأخير من عام 2023، عندما انخفض الاقتصاد بنسبة 20.8%، حيث ألحق اندلاع الحرب مع حركة حماس خسائر فادحة بالإنفاق الاستهلاكي والتجارة والاستثمار.
شنت إسرائيل حملة مفاجئة ضد إيران في 13 يونيو، قائلة إنها تعمل ضد تهديد وجودي وشيك من برامج النظام النووية والصاروخية الباليستية. قد أضرت الحرب التي استمرت 12 يومًا، والتي انتهت بوقف إطلاق النار في ذلك الشهر، بالاقتصاد وعطلت الصناعات الرئيسية، في حين ظل المجال الجوي للبلاد مغلقًا إلى حد كبير، وتم استدعاء آلاف العمال إلى الخدمة الاحتياطية العسكرية، مما أثر على الأفراد والشركات.
دفعت وابلات الصواريخ الباليستية المواطنين إلى الفرار إلى الملاجئ، مما ألحق أضرارًا بمئات المباني، وأدى إلى توقف الأعمال والتجارة المحلية بشكل كامل أو جزئي خلال تلك الفترة.
صرح رونين مناحيم، كبير استراتيجيي الأسواق في بنك مزراحي تفاحوت، بأن البيانات الاقتصادية الأولية تعكس تداعيات حرب إيران على كل من النشاط التجاري والإنفاق الاستهلاكي.
أفاد مكتب الإحصاء أن جزءًا كبيرًا من تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي في الفترة من أبريل إلى يونيو يعود إلى انخفاض إنتاج قطاع الأعمال بنسبة 6.2%. انخفض إنفاق المستهلكين بنسبة 4.1%، وانخفضت صادرات السلع والخدمات، باستثناء الشركات الناشئة والماس، بنسبة 3.5%. وانخفض الإنفاق الحكومي بنسبة 1%.
“أثرت الحرب مع إيران التي استمرت 12 يومًا على إنفاق الأسر، كما شكّل ارتفاع سعر الفائدة وارتفاع قيمة الشيكل تحديًا للاقتصاد”، قال مناحيم. “سيستغرق الأمر ربعًا أو ربعين على الأقل لـ”تطهير” أثر حرب إيران من وتغيير البيانات”.
أشار مناحيم إلى أن العنصر الأكثر تأثرًا بالتوترات الأمنية، وهو الاستثمارات في الأصول الثابتة – ومعظمها في المباني السكنية – سجّل أكبر انخفاض بنسبة 12.3%.
في العام الماضي، نما الاقتصاد بنحو 1%، بانخفاض عن 1.8% في عام 2023 و6.3% في عام 2022، قبل اندلاع الأعمال العدائية.
على مدار الـ 22 شهرًا الماضية، واجهت إسرائيل أطول وأعنف حرب في تاريخها، حيث حاربت حركة حماس، بالإضافة إلى اشتباكات عسكرية مع إيران ووكلائها الإقليميين الآخرين. بلغت تكلفة الصراع متعدد الجبهات حتى الآن حوالي 300 مليار شيكل (88.7 مليار دولار)، وهو رقمٌ زاد بشكلٍ حادٍّ من الاقتراض الحكومي وعبء ديون الدولة.
عدّل بنك إسرائيل توقعاته لنمو الاقتصاد، متوقعًا نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.3% في عام 2025 و4.6% في عام 2026. وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، خفّضت وزارة المالية توقعاتها لنمو الاقتصاد لعام 2025 من 3.6% إلى 3.1%، بافتراض أن حدة القتال في غزة ستستمر حتى نهاية سبتمبر فقط. ولا تأخذ توقعات النمو في الاعتبار التكاليف المحتملة للخطة التي أُقرّت مؤخرًا للسيطرة على مدينة غزة المكتظة بالسكان.
