إستضافات بلا دعم !
تعد إستضافة الأحداث الإقليمية والدولية في مختلف القطاعات عامل مباشر للترويج للبلد المستضيف ، كذلك الإستضافات الرياضية إحدى تلك الوسائل لكنها تتميز بزيادة متابعيها وفق شعبية كل لعبة، والأمثلة كثيرة لا يسعنا إلا أن نشير إلا نجاحات الأشقاء في قطر ، لكن نجاح كل استضافة له عناصر كفيلة لضمان تلك الاستضافة.
خلال الفترة من ٣ إلى ١١ فبراير الجاري إستضاف نادي صحار بطولة غرب آسيا لأندية الكرة الطائرة وبمشاركة ١١ ناديا من السلطنة والإمارات والبحرين وقطر والسعودية والكويت والأردن وإعتذار اليمن قبيل إنطلاق البطولة .
وكان من المقرر أن يستضيف البطولة نادي السيب أو نادي عمان بطل ووصيف الدوري الموسم الماضي ،لكنهما إعتذرا ثم دُعي صحار للإستصافة ووافق عليها.
نعود مجددا إلى تسليط الضوء على فوائد الإستضافة وما تمثله من نافذة أو بوابة يطل من خلالها المشاركون والمتابعون في الحدث على مقومات البلد، الثقافية والإجتماعية والسياحية والرياضية، أي أنها أداة ترويج وتسويق للسلطنة وما تمتلكه من مقومات خصوصا للزائر الجديد للبلاد .
إن البطولة التي إستضافتها محافظة شمال الباطنة وبالتحديد ولاية صحار بالمجمع الرياضي بصحار حققت نجاحا تنظيميا بشهادة اتحاد غرب آسيا والوفود المشاركة بعد أن تكاتفت جهود إدارة النادي مع اتحاد الطائرة وجهود شباب الولاية الذين لم يدخروا جهدا في سبيل نجاحها وشكلوا شعلة نشاط ومثلوا علامة فارقة في الاستضافة، لكن هذا النجاح لم يأت بسهولة بل من معاناة سبقت المشاركة من خلال قلة الدعم وتواضع المساندة من قبل القطاع الخاص الذي عادة ما يخذل المنظمبن لكثير من الأحداث المحلية ورغم ذلك عمل المنظمون بما تيسر .
أما أبرز ما عانى منه المنظمون خلال البطولة هو أحد العناصر المهمة جدا في منظومة نجاح أي حدث وهو الإعلام والمقصود به النقل التلفزيوني ، إذ غاب عن تغطية مباريات البطولة رغم الوعود السابقة، وأكتفى النقل باليوم الأخير فقك ، وحاول النادي نقل بعض المباريات من خلال قناته الخاصة في ( اليوتيوب) حيث تعرض النادي لإحراجات عدة من خلال سؤال المشاركين عن غياب النقل التلفزيوني ، وأقتصدر دور الإعلام على الصحف المحلية والمواقع الرياضية ومواقع الاتحاد والنادي الإلكترونية التي غطت كل تفاصيل البطولة.
البطولة شهدت مستوى فني عالي جدا وتنافسا قويا بين معظم الفرق المشاركة ،حيث خرجت قلة من المباريات بنتيجة ثلاثة أشواط لصفر بينما غالبيتها إنتهت بأربعة أشواط أو خمسة ما يعكس التنافسية العالية ، ورغم كل ذلك إلا أن الجماهير داخل وخارج السلطنة حرمت من الإستمتاع بالمستويات واللمحات الفنية .
إن أبرز وأقوى نقاط قوة نجاح النسخة الثانية لبطولة غرب آسيا للكرة الطائرة للأندية في صحار هي الحضور الجماهيري الذي تواجد بشكل لافت في جميع المباريات حتى تلك التي تقام مبكرا ،ويزداد الجمهور من مباراة أخرى حتى في المباريات التي لا يكون طرفها ناديا صحار و السيب ممثلا السلطنة .
السلطنة بيئة جاذبة لإستضافة الأحداث الرياضية لما تتمتع به من أمن وأمان وسمعة طيبة وبنى أساسية حديثة وتطور حضاري ومقومات سياحية متنوعة ،لكن للأسف دائما يشتكي القائمون على تنظيم الأحداث من قلة الدعم وشح مساهمة القطاع الخاص والقطاعات المرتبطة بالتنظيم ،فتتردد المؤسسات في قبول إستضافة الأحداث رياضية كانت أو غيرها.
علينا أن نغيّر النظرة وأن يكون للقطاع الخاص أفق أبعد ،لأن نجاح الحدث هو نجاح للسلطنة والكل مساهم فيه سواء بصفة مؤسسية أو فردية .