وكالات – العربي
قالت شبكة سى إن إن الأمريكية، إن الشتاء الدافئ في أوروبا هذا العام قد حرم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استغلال كارت الغاز في الضغط على القارة العجوز، التي فرضت على مدار العام الماضي عقوبات على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا.
وذكرت الشبكة في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن التهديد بقطع إمدادات الغاز الروسي عن الدول الأوروبية، والتي تعتمد أغلبها عليه منذ سنوات لتدفئة منازلها وتشغيل مصانعها، كان كارت ضغط يمكن أن يستخدمه بوتين إذا استمرت الحرب التي بدأت في فبراير الماضي حتى نهاية الشتاء.
ونقل التقرير عن كير جيلس، الباحث البارز في معهد شاتام هاوس البريطاني، إن روسيا سعت لاستغلال الشتاء لاستعرض قوة أحد الأدوات الأخرى الموجودة بحوزتها وهو سلاح الطاقة، وكانت روسيا تعتمد على حدوث تجمد خلال فصل الشتاء يقنع شعوبها بأن دعم أوكرانيا لا يستحق الألم الذي يتحملونه.
لكن وسط وغرب أوروبا تمتعوا بشتاء أكثر دفئا من المتوقع، وهو ما أدى إلى تراجع في استهلاك الغاز، مما حرم بوتين من أحد أهم كروت المساومة لديه.
ومع الدخول في العام الجديد، أصبح لدى الحكومات الأوروبية فرصة الآن لخفض الاعتماد على الغاز الروسي قبل أن يأتي شتاء آخر. والقيام بهذا قد يكون له دور هام في الحفاظ على جبهة الغرب موحدة في الوقت الذي لا تزال فيه الحرب مستمرة.
وقال آدم بيل، مسئول الطاقة السابق بالحكومة البريطانية، إن الشتاء الدافئ قد منح أوروبا عاما. فلو كان الطقس أكثر برودة فى ديسمبر ويناير، لالتهم حصة كبيرة من مخزون أوروبا من الغاز. لكنه حذر من مخزون الغاز غير كاف، وأن هناك حاجة لمزيد من العمل الذي يجب أن يتم إنجازه بكفاءة. فالمنازل والشركات بحاجة إلى مبان تستهلك طاقة أقل من خلال المواد العازلة.
ويتهم المنتقدون الحكومات الأوروبية بالتركيز أكثر من اللازم على التحكم على سعر الغاز الفوري، بدلا من الاستثمار في إجراءات على المدى الأطول مثل الكفاءة والطاقة المتجددة.