نقف قليلاً ونتأمل الأيام القريبة الماضية التي مرت بها البلد وتحديدا الأيام التي تعرضت لها أجواء السلطنة لمنخفض المونسون في غضون ٥ أيام مابين ٧ ـ ١٢ يوليو الجاري وما طالعتنا به الأخبار المتناقلة ومقاطع الفيديو التي وثقت تلك الحالات ألا مسؤولة والعبثية بهذه الظاهرة من قبل البعض بقصد أو بدون قصد وما صاحبها من نزف عدد كبير في الأرواح مابين غريق ومفقود والتي بلغ عددها ١٦ حالة وفاة ما بينهم ٦ أطفال رحمة الله تعالى عليهم جميعاً فيما لا تزال هناك حالات فقدان يتم البحث عنها.
سيناريو متكرر
يتكرر هذا المشهد مع كل فرحة مطر لينقلب إلى مأساة كآبة وحزن مشكّلة الأعباء الكثيرة والكبيرة على الجهات المختصة في هذا الجانب، إضافة إلى الفقدان الجلل لدى الأسر التي تعرضت لهذا الخَطب والتي تتحمل جزء من المسؤولية من حيث المساهمة في عدم الحزم وضبط ومراقبة أبنائها في الالتزام بالتعليمات التي تصدرها وتطالعنا بها الجهات المسؤولة من خلال البيانات والإعلانات والتحذيرات بشكل يومي وأحياناً بشكل نصف يومي والتي بدون شك تصل للجميع وتنتشر بسرعة البرق من خلال مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية والوسيلة التي يحبذها ويتابعها معاشر التواصل الاجتماعي الألكتروني.
عِيدٌ بِأَيَّةِ حَالٍ عُدْتَ يَا عِيدُ
من سوء الطالع أن يصادف منخفض المونسون في أيام عيد الأضحى المبارك ١٤٤٣ هجري الأيام التي تكون أيام إجازة وفرحة وملتقى ومتنفس للأسر وفيها تكثر زيارات الأماكن السياحية والترفيهة في مختلف الوجهات بالسلطنة وقد شهدت إجازة عيد الأضحى المبارك تدفق السواح والزوار من السلطنة وخارجها بغية الاستمتاع بالأجواء الجميلة وقضاء إجازة سعيدة، إلا أن ما صاحب تلك الفترة تجاوز الحدود مما اضطر الجهات المختصة والمعنية في إغلاق معظم تلك الوجهات والمزارات السياحية كالأودية والعيون وأماكن تساقط الشلالات المائية في معظم ولايات السلطنة سيما محافظة ظفار وذلك حفاظاً على عدم فقدان المزيد من الأروح.
هل من مجيب
نناشد جميع الأسر التعاون مع كل ما يتم الأعلان عنه من قبل الجهات المختصة في هذا الجانب وعن كل مايصدر رسمياً في مثل هذه الظروف وعدم التهور والانحراف عن الأنظمة والقوانين والانجراف نحو رغبات ولحظات لا يُحمد عقباها والتي تعود عواقبها على الجميع.
الشعور والاحساس بالمسؤولية
علينا أن ندرك و نعي أن حرمان الكل من الاستمتاع بتلك اللحظات لا يكون بيد أسرة لا مبالية وغير مسؤولة عن تصرفات أفرادها فما ذنب الآخرين من هذه التصرفات التي تنتج من أفراد أرادوا أن يلقوا بأنفسهم وأرواحهم للتهلكة وسط مرأى وناظري أهلهم وأسرهم لأجل توثيق مشهد يتفاخرون به أمام الآخرين في دخول وادي بمركبة أو السباحة في وادي جارف أو صعود قمة جبل أو الإقتراب من شواطي البحر في ظل الأمواج العاتية التي لا يقاومها أحد.