ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، كلمة وفد جمهورية العراق في المؤتمر الدولي بشأن القضية الفلسطينية، المنعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، يوم الاثنين الموافق 28 تموز 2025.
وفي مستهل كلمته، عبّر السيد الوزير عن تقديره للجهود المبذولة من الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة، السيد فليمون يانغ، مثمّناً كذلك جهود وزيري خارجية المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، لعقد هذا المؤتمر الذي يجسد التزاماً متجدداً بتحقيق العدالة في القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
وأكد السيد فؤاد حسين أن القضية الفلسطينية تمثل اختباراً أخلاقياً للمنظومة الدولية، منتقداً مظاهر الازدواجية في المعايير، ومشدداً على أن الكيل بمكيالين لا يبني سلاماً دائماً. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم السلام الحقيقي، بدءاً بوقفٍ فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين والمصابين دون عوائق أو شروط، ورفع الحصار عن القطاع، وضمان الحماية الكاملة للمدنيين.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر يشكل فرصة حقيقية لتفادي المزيد من الكوارث الإنسانية في غزة والضفة الغربية، مؤكداً أن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال – من القتل الممنهج، والإبادة الجماعية، والفصل العنصري، والتهجير القسري، والتجويع، والتوسع الاستيطاني – جميعها ممارسات مرفوضة ومدانة، وتتسبب في تفاقم الأوضاع الإنسانية يوماً بعد آخر.
وجدد السيد الوزير التأكيد على موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية حق وعدالة، وركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة، داعياً الدول المؤثرة في المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية.
كما حمّل كيان الاحتلال مسؤولية الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة، مؤكداً استمرار دعم العراق للمبادرات الدولية الهادفة إلى الاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، واستعداده للمشاركة في أي جهد دولي أو إقليمي يدعم حقوق الشعب الفلسطيني وينهي الاحتلال.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن تحقيق السلام العادل والاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتم إلا بإنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه، وعاصمتها القدس الشريف.