أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن معدلات تعريفة جمركية جديدة صارمة الثلاثاء على واردات صينية بقيمة 18 مليار دولار.
وقال البيت الأبيض إن زيادة الرسوم الجمركية ضرورية لحماية الصناعات الأميركية من المنافسة غير العادلة.
تأتي الرسوم الجمركية الأميركية وسط حملة انتخابية قوية بين بايدن وسلفه الجمهوري، دونالد ترامب، حيث يتنافس كلا المرشحين على إظهار من هو صاحب المواقف الأشد صرامة تجاه الصين. ولا يرجح أن يكون لهذه الرسوم تأثير تضخمي كبير بسبب كيفية هيكلتها.
وابتداء من هذا العام، سيعمل الرئيس جو بايدن على زيادة التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة أربع مرات، من 25 بالمئة إلى 100 بالمئة.
وستتضاعف رسوم الاستيراد على الخلايا الشمسية الصينية من 25 بالمئة إلى 50 بالمئة. وسوف تزيد التعريفات الجمركية على بعض واردات الصلب والألومنيوم الصينية أكثر من ثلاثة أضعاف، من 7.5 بالمئة اليوم إلى 25 بالمئة.
كما وجه الرئيس الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي إلى زيادة معدلات الرسوم الجمركية على بطاريات “أيونات الليثيوم” للمركبات الكهربائية وبطاريات الليثيوم المخصصة للاستخدامات الأخرى بأكثر من ثلاثة أضعاف.
وابتداء من عام 2025، سوف تقفز التعريفات الجمركية على أشباه الموصلات الصينية المستوردة من 25 بالمئة إلى 50 بالمئة.
قال مسؤولون بالإدارة الأميركية إنهم يعتقدون أن الرسوم لن تؤدي إلى تصعيد التوتر مع الصين، لكنهم يتوقعون أن تستكشف الصين طرقا للرد.
لا يعرف التأثير طويل الأمد على الأسعار في حال ساهمت هذه الرسوم في نزاع تجاري أوسع نطاقا.
من المقرر تطبيق الرسوم تدريجيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، حيث من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ عام 2024 لتشمل السيارات الكهربائية والخلايا الشمسية والمحاقن والإبر والصلب والألمنيوم.
في السياق، قالت ليل برينارد، مديرة المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، إن الرسوم الجمركية الجديدة من شأنها أن ترفع تكلفة سلع صينية مختارة، وتساعد على إحباط جهود بكين للسيطرة على سوق التقنيات الناشئة بطرق تشكل مخاطر على الأمن القومي والاستقرار الاقتصادي الأميركي.
وأضافت في تصريحات للصحفيين خلال مكالمة هاتفية لاستعراض الرسوم الجديدة، أن “الصين ببساطة أكبر من أن تلعب وفقا لقواعدها الخاصة”.
كما شدد مسؤولو الإدارة على أن القرار بشأن الرسوم الجمركية اتخذ بشكل مستقل عن الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
لكن برينارد أشارت في تصريحاتها إلى أن الرسوم الجمركية من شأنها أن تساعد العمال في بنسلفانيا وميشيغن، وهما من الولايات الحاسمة التي ستقرر الفائز في الانتخابات الأميركية.
وكانت الصين قد تعهدت باتخاذ “كل الاجراءات اللازمة” عقب تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تخطط لزيادة الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الصينية مثل السيارات الكهربائية والبطاريات.
وردا على سؤال حول الإعلان المتوقع الثلاثاء، قال الناطق باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين إن “الصين تعارض زيادة الرسوم الجمركية من جانب واحد وهو انتهاك لقواعد منظمة التجارة العالمية، وستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة”.
ويوم أمس، اعتبرت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأميركية في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، أنّ من الممكن أن ترد الصين على فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية المنتجة في الصين.
وقالت “نأمل أن لا ترد الصين بإجراءات ذات ثقل. ولكن هذا يظل احتمالا قائما”، مشيرة إلى أنّ القرارات الاقتصادية الأميركية “تستهدف (معالجة) مخاوفنا وليست واسعة النطاق”.
وأضافت يلين “لا أريد أن أتوقّع مراجعة الرسوم الجمركية ولكنّه التزام من الرئيس (جو) بايدن وأنا أوافق” على هذا الاحتمال.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية على سلع من الصين بقيمة 300 مليار دولار، ثمّ بدأت إدارة جو بايدن مراجعة تلك الإجراءات، لكنّها فشلت في إنهائها خلال هذه الفترة.