تثاقلت الخطى نحو مقدمة ترتيب المجموعة الثانية بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 , وتلاشت الأمال التي بنيت على أن نكون قريبين من فرق الصدارة بعد الخسارة من المنتخب الأردني هناك في العاصمة الأردنية عمٌَان ، وأي خسارة !
لقد كانت خسارة قاسية جدا وتاريخية لم يسبق لنا أن خسرنا من الأردن برباعية نظيفة دون أن نرد بأي هدف لحفظ ماء الوجه.
أربعة أيام بين فرحتنا برباعية الكويت التي رأينا من خلالها عودة الإنتصارات والثقة في أحمرنا الذي لم تكن بدايته إيجابية في التصفيات ،وكادت الجماهير أن تفقد الأمل مبكرا ،لكنها تفائلت خيرا بالإنتفاضة التي شهدها الأحمر أمام شقيقه الكويتي ومع جهازه الفني الجديد بقيادة المدرب الوطني رشيد جابر.
هذه الأيام الأربعة الجميلة والأجواء الفرائحية عقبتها ليلة حزينة ، وأمسية محبطة قلبت تلك الأفراح إلى أحزان جرتها الجماهير التي لحقت بالمنتخب إلى عمٌان والجماهير الأخرى التي تسمرت خلف الشاشات.
طوفان من الانتقادات صٌب على أداء المنتخب المخيب وعلى أداء كل اللاعبين دون إستثناء ،وعلى تعاطي الجهاز الفني مع المباراة ، فتسائلت الجماهير عن أسباب الظهور المخيب للآمال للأحمر الذي سافر إلى الأردن وهو منتشي بفوز عريض .
إن من أبرز أسباب الخسارة هو عدم جاهزية منتخبنا للمباراة وما قبلها من مباريات ،وفوزنا على الكويت ليس لأننا الأفضل بل لأن المنافس كان لحسن حظنا سيئا تلك الليلة .
عدم جاهزيتنا تعود بنا إلى بداية مرحلة إعداد المنتخب ،حيث كان التوقيت سيئا وجاء عقب ختام الموسم بفترة ضيقة دون حصول اللاعبين على راحة إجبارية ،كما جاء المعسكر مبكرا وإنتهى قبل أول مباراة بالتصفيات بأربعين يوما، والمعسكر تنظيميا وفنيا شابه الكثير من النقد لضعفه وضعف الفرق التي لعب معها المنتخب ،لذلك كانت بدايتنا ضعيفة رغم أنها جاءت لسوء حظنا مع أقوى فريقين بالمجموعة لتأتي بعدها إقالة الجهاز الفني الذي أشرف عليه التشيكي ميرسولاف شيلهافي وتعيين الوطني رشيد جابر الذي قبل التحدي رغم معرفته بظروف المنتخب، فمع قدومه لم يطرأ أي تغيير كبير لأن الوقت غير مواتي وما فعله هو إستدعاء لاعبين جدد لم يستفد منهم سوى بلاعب واحد هو يزيد المعشني الذي شارك في لقاء الأردن في الدقائق الأخيرة ولم يقدم أي إضافة وأعتمد المدرب على نفس الأسماء التي مثلت الأحمر في الفترة الماضية مع من سبقوه .
وظهرت على المنتخب مجددا سلبية اصبحت متلازمة وهي عدم قدرة المنتخب على تقديم أداء عال في مباراتين متتاليتين وفي فترة وجيزة وهذه سمة التصفيات ، فقد تعادلنا مع قرقيزستان في مسقط بعد العودة من الصين تايبيه بأيام قلائل ونفس الأمر حصل بخسارتنا من كوريا الجنوبية بعد العودة من البصرة وفي مساء الثلاثاء الماضي خسرنا من الأردن بعد أربعة أيام من لقاء الكويت ما يعكس عدم قدرة اللاعبين وتحملهم السفر واللعب خلال أيام قليلة وهذا يعكس ضعف الإعداد.
لا نكتفي بسرد سبب التراجع على قلة الإعداد إنما عامل السن عند أكثر من نصف لاعبي التشكيلة الأساسية في الفريق ، وأيضا دور المدرب في تهيئة الفريق وعدم قراءته الصحيحة للفريق الأردني فكان الظهور باهتا من البداية مع عجز المدرب في تغيير شكل الفريق أثناء فترات المباراة التي كدنا أن نخرج منها بنتيجة كارثية .
بعد الخسارة توقف رصيدنا عند ثلاث نقاط ولازال الأمل موجودا في اللحاق بتصفيات المرحلة الرابعة والمنافسة على بطاقتين ونصف، لكن هل بإمكاننا أن نغير حال الفريق خلال الفترة القادمة ؟
اللاعبون سيعودون إلى منافسات الدوري وسيدخلون معسكرا آخر قصير قبل إستئناف التصفيات يومي 14 نوفمبر مع فلسطين ثم 19 من نفس الشهر مع العراق ،فهل هناك أمل للعودة من جديد ،أم أننا سنعقٌد علينا الأمر ونبقى في مركزنا ونجد أنفسنا خارج سباق التأهل .
لا عذر للمنتخب بكل عناصره، بعد أن وفرت له كل السبل وحظى بدعم جماهيري غير مسبوق ،فلم يعد أمامه خيار سوى مصالحة الجماهير والعودة إلى المسار والتمسك بالأمل وإلا فقد كل شيء..نعم كل شيء.