وكالات – العربي
تزعم بعض شبكات التواصل الاجتماعي أنه يمكن استخدام الأدوية البيطرية لعلاج البشر.
كما تدّعي على سبيل المثال، أن دواء (فينبندازول) يساعد في مكافحة الأورام الخبيثة، وأن هلام (جل) الخيول فعال ضد أمراض الروماتيزم.
يذكر أن الفنبندازول يحضر كمادة فعالة في العديد من الأدوية التي تستخدم لمكافحة الطفيليات المعوية لدى الحيوانات. إلا إنه غير مدرج على قائمة السجل الحكومي الروسي للأدوية والعقاقير، مما يعني أنه لا توصي به وزارة الصحة لعلاج المرضى.
وقال كبير الباحثين في مركز “بلوخين” لأمراض السرطان في موسكو د. إيغور سامويلينكو:” أما بالنسبة للفينبندازول فقد تمت دراسة مثل هذه الأدوية منذ وقت طويل كدواء مساعد لأدوية أخرى تستخدم في علاج الأورام الخبيثة”. بينما لم ندرس الفينبندازول بالضبط، لأنه يستخدم في العلاجات البيطرية، ولكن درسنا الأدوية ذات التأثيرات المماثلة. وكان من المفترض أنها تعمل كمنشطات مناعية محددة. واكتشفنا نهاية المطاف أنها على عكس ذلك لا تساعد في علاج الأورام، ولكن تضيف سموما إلى جسم الإنسان. ولذلك، لا تستخدم هذه الأدوية لمكافحة الأورام الخبيثة. والآن هناك ما يكفي من الأساليب الحديثة، بما في ذلك العلاج المناعي”.
و تابع الطبيب قائلا:” الفينبندازول هو دواء للحيوانات بشكل عام، لذلك لا أوصي باستخدامه للعلاج أو للوقاية من السرطان، لأنه سام للبشر”.
وقالت أخصائية الروماتيزم والأمراض الباطنية في مستشفى SM الروسي غالينا سلوبودينا بدورها: “الآن هناك إعلانات كثيرة عن منتجات مستخدمة لعلاج الحيوانات وجدوى استخدامها للناس. أما بالنسبة لهلام الخيول وحيوانات أخرى الذي انتشر على نطاق واسع في الصيدليات البيطرية، فهناك عدد كبير جدا من المكونات، وجرعة كل منها ضئيلة. وتركيبة الهلام متناقضة. ويُزعم أن أحد أنواعه له تأثير تبريد و تسخين في وقت واحد. وهذا الأمر في حد ذاته يبدو غريبا. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان هناك التهاب في المفصل، فإن أي مراهم من هذا النوع قد تكون ضارة، ويمكن أن يسبب عدد كبير من المكونات في دواء واحد رد فعل تحسسي”. واستطردت الطبيبة قائلة: إن المراهم والمواد الهلامية نفسها، من حيث المبدأ، لا تحل مشاكل خطيرة في المفاصل، لكنها يمكن أن تقلل الألم مؤقتا فقط.
وقالت المحامية ونائبة مدير “رابطة الصيدليات المستقلة” للقضايا القانونية سفيتلانا فوسكوبوينيك: ” يجب أن يكون مفهوما للجميع أن الشركات المصنعة للأدوية البيطرية لا تعتبر الناس مستهلكين، لذلك، فأنها لا تضمن أمان استخدام الأدوية البيطرية الخاصة بها، ولا يحق للأطباء وصف الأدوية البيطرية للمرضى، وأي شخص يقرر بشكل مستقل استخدام دواء بيطري لعلاجه، بغض النظر عن شكله (مواد الهلامية أو مراهم أو معلقات أو مساحيق أو غيرها)، يتحمل النتائج على مسؤوليته الخاصة فقط.”