Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

” نعيش أهم مرحلة في التصفيات ” بقلم فاضل المزروعي

لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع هذا السيناريو الذي يحدث حاليا في تصفيات كأس العالم ٢٠٢٦ المقرر إقامتها في أمريكا وكندا والمكسيك ، حيث عظمت فرصة المنتخب في المنافسة على بطاقة مباشرة ومثلها بدرجة كبيرة في المنافسة على الملحق ، فقد شهدت الجولتين السابعة والثامنة مفاجئات غير متوقعة خرجت على إثرها المجموعة الثانية بموقف متشابك للغاية، فقد منعت النتائج إعلان أي متأهل مبكرا خصوصا للمنتخب الكوري الذي رشح منذ بداية انطلاق التصفيات بأن يكون أول الصاعدين وبأن طريقه سهل للغاية.

لكن من يتابع الوضع الراهن للمجموعة الثانية يقرأ عكس ذلك تماما.

في الجولتين السابعة والثامنة ومن خلال مواجهات المجموعة الثانية التي تعنينا كون منتخبنا ضمنها ،بدأت بتعادل منتخبنا بهدف مع كوريا الجنوبية هناك في سول وتعادل العراق مع الكويت بشق الأنفس في البصرة ،وفوز الأردن على فلسطين بصعوبة وكان منتخبنا والأردن أكبر المستفيدين من هذه جولة ، وعقبها بخمسة أيام إنطلقت الجولة الثامنة التي شهدت مفاجئات مدوية ونتائج غير متوقعة قلصت الفجوة وفتحت باب الحظوظ للصعود المباشر أو الملحق لغالبية فرق المجموعة ،فقد كسب منتخبنا شقيقه الكويتي بهدف ليرفع رصيده إلى ١٠ نقاط ، وتعادل الأردن مع كوريا الجنوبية في سول ليرفع رصيده إلى ١٣ نقطة ويزيد المنتخب الكوري إلى رصيده نقطة أخرى بعد النقطة التي كسبها من لقاء منتخبنا وأهدر أربع نقاط كانت كفيلة بإعلان تأهله المبكر ، أما أكبر مفاجئات الجولة سقوط المنتخب العراقي أمام المنتخب الفلسطيني الذي كان يتذيل الترتيب ليتجمد رصيد العراق عند ١٢ نقطة بالمركز الثالث وغادر المنتخب الفلسطيني المركز السادس إلى الخامس .

كل ذلك حدث في الجولتين السابعة والثامنة التي إنتهت بتمسك كوريا الجنوبية بالمركز الأول والأردن الثاني والعراق الثالث ومنتخبنا الرابع وفلسطين الخامس والكويت السادس مع فارق نقطي متقارب.

هذا التقارب يجعل الجولتين القادمتين في شهر يونيو المقبل حاسمة لمصائر أربع من فرق المجموعة التي باتت تحمل أمل الصعود المباشر إلى كأس العالم ومنها منتخبنا الوطني.

هنا نصل إلى مرحلة تاريخية تحتاج من اليوم تكاتف الجميع دون إستثناء لتحقيق الحلم الذي بات يلوح في الأفق أقرب من أي وقت مضى عطفا على البداية الغير موفقة للأحمر .

التكاتف الرسمي والشعبي مع المنتخب قد يصل بنا لتحقيق ما نصبوا إليه .

وما نحتاجه الفترة المقبلة ،التهيأة المناسبة للمنتخب ولاعبيه من الجانب الفني أولا ثم النفسي والمعنوي وحتى المادي ، فيحتاج المنتخب إلى مباريات ودية على الاتحاد البحث عنها ، كما يحتاج اللاعبون إلى ساعات أكبر من التدريب والتجمعات ،ولا يمنع أن تتنازل الأندية وتتعاون مع الاتحاد من أجل هذه اللحظة التاريخية، ونأمل من القطاعات الحكومية والخاصة مساندة المنتخب في ما تبقى من جولات، لأن الإنجاز إن تحقق فهو إنجاز وطن وفرحة وطن طال إنتظارها ونراها أقرب من أن تصبح حقيقة وليس حلما كما في السنوات الماضية .
خطوتان تبقيتا ، أولها مع المنتخب الأردني في مسقط في الخامس من يونيو المقبل والثانية مع المنتخب الفلسطيني في العاشر من ذات الشهر في الأردن.

كما علينا أن نتذكر بأن فرصة أخرى متاحة في حال عدم التوفيق في التأهل المباشر ،وهي خوض الملحق ومن خلاله سيتم التنافس على بطاقتين ونصف بعد أن خطفت ست نقاط بالتأهل المباشر .

Exit mobile version