وكالات – العربي
فيما تستمر المظاهرات في شوارع المدن الأوروبية وغيرها احتجاجاً على استمرار الحرب في غزة، نفى نتنياهو ما وصفها بأنها تكهنات إعلامية خاطئة بأن حكومته قد تدعو إلى وقف القتال ضد حركة «حماس» في القطاع.
وقال لنواب من حزبه «الليكود» نقلت وكالة ورويترز: «لسنا بصدد التوقف. نحن مستمرون في القتال، وسنكثف القتال في الأيام المقبلة، وسيستغرق القتال وقتاً طويلاً، ولم يقترب من النهاية».
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن اسرائيل لن تتمكن من إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة بدون ضغط عسكري.
وأضاف نتنياهو «لم نكن لننجح حتى الآن في إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة بدون ضغط عسكري».
بدورها، دعت حركة «حماس»، أمس، المحكمة الجنائية الدولية إلى التحرك العاجل؛ لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين، ومنع إفلاتهم من العقاب.
وقالت الحركة، في بيان، إن عدم تحرك المحكمة الجنائية الدولية، ومدّعيها العام كريم خان، بشكل جادّ وفوري تجاه ما يحصل في الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً في قطاع غزة من جرائم حرب وإبادة واضحة المعالم، بعد مرور 80 يوماً من بدء الهجمات الإسرائيلية، يضع علامات استفهام على دورها في حماية البشرية من انتهاكات مجرمي الحروب.
وحثّت «حماس» المحكمة على تجاوز الضغوط السياسية، وتحمُّل مسؤوليتها التاريخية في محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن القتل والفظائع في قطاع غزة، و «هو الأمر الذي لا تخطئه العين؛ وذلك لإحقاق الحق وترسيخ العدالة الدولية بمنع المجرمين من الإفلات من العقاب».
وأدّى القصف الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى مقتل 20424 شخصاً في قطاع غزة، معظمهم من النساء والمراهقين والأطفال، وفق آخِر تقرير صدر عن وزارة الصحة في غزة. كما أجبر 1.9 مليون شخص، أو 85 في المائة من سكان القطاع، على الفرار من منازلهم، وفق الأمم المتحدة».
ومع تواصل الحرب في غزة، غابت احتفالات العيد لدى المسيحيين الفلسطينيين خصوصاً في مهد السيد المسيح مدينة لحم في الضفة الغربية المحتلة.
ميدانياً، واصلت إسرائيل أمس قصف قطاع غزة بكثافة في اليوم الثمانين من حرب لا تسمح للمدنيين المهددين بمجاعة بالتقاط أنفاسهم على الرغم من الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار.
وفي وقت مبكر من الاثنين، أسفر قصف عن مقتل 12 شخصاً بالقرب من قرية الزوايدة الصغيرة (وسط)، حسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وذكر مراسل لوكالة فرانس برس أن عمليات قصف مكثفة جرت ليلاً في رفح وخان يونس بجنوب القطاع الذي يخضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 15 عاماً والمطوق بالكامل منذ أكثر من شهرين.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن قصفاً في خان يونس (جنوب) أودى بحياة 18 شخصاً على الأقل. وقتل سبعون شخصاً على الأقل في غارة على مخيم المغازي للاجئين الأحد، حسب حكومة حماس.
ورداً على سؤال لفرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه «يحقق» في هذا «الحادث» ويحترم القانون الدولي.
وقال زياد عوض الذي نجا من الغارة في المغازي «قصفوا منزلاً بجانبنا. طفلي يقول لي احميني ولا استطيع حماية نفسي»، موضحاً «فوجئنا بقصف البيوت دون إنذار، زلزال في المنطقة».
وفي الجانب الإسرائيلي، قتل أكثر من 15 عسكرياً خلال الأيام الثلاثة الماضية. وصباح الاثنين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين آخرين مما يرفع إلى 156 حصيلة خسائر قواته على الأرض في غزة.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل 20424 شخصًا في قطاع غزة، معظمهم من النساء والمراهقين والأطفال، حسب آخر تقرير صدر عن وزارة الصحة التابعة لحماس.
كما أجبر 1,9 مليون شخص أو 85 بالمئة من سكان القطاع، على الفرار من منازلهم، حسب الأمم المتحدة.
وبعد نحو ثلاثة أشهر على بدء الحرب، أصبح الوضع الإنساني في قطاع غزة حيث نزح 85 بالمئة من السكان، يائساً، كما تؤكد وكالات الأمم المتحدة منذ أيام.
من جانبها وفي مواجهة الخسائر الفادحة بين المدنيين الفلسطينيين، تصر الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، بشكل متزايد، على أن تلجأ إسرائيل بشكل أكبر إلى العمليات المحددة الأهداف.
إلى ذلك، انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين عبر منصة «إكس» أمس «سلوك الأمم المتحدة منذ 7 أكتوبر يشكل وصمة عار في جبين المنظمة والمجتمع الدولي» منتقداً الأمين العام أنطونيو غوتيريش ومنظمات أممية وموظفيها.
وفي رفح (جنوب)، تنهار إسراء أبو العوف (27 عاماً) بعد قصف الأحد على حي سكني لجأت إليه. وقالت لفرانس برس «كفى معاناة! لنتوقف عن جعل هؤلاء الأطفال يعانون، دعونا نتوقف عن فرض هذا المستقبل المؤلم عليهم».
وأضافت «أقول لك يا نتنياهو، كل طفل سيكبر وهو يريد الانتقام لأبيه وأمه وعمه.. جيش كامل سينهض للانتقام من إسرائيل مرة أخرى، لنوقف هذا».
وعلى الرغم من تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة قراراً يدعو إلى تسليم المساعدات الإنسانية «الفورية» و»على نطاق واسع»، لم تسجل زيادة كبيرة في هذا المجال.
وما زال الوضع الإنساني في غزة كارثياً.
فمعظم المستشفيات هناك خارج الخدمة، وفي الأسابيع الستة المقبلة، يواجه جميع السكان خطر مستوى عال من انعدام الأمن الغذائي مما قد يؤدي إلى مجاعة، كما تقول الأمم المتحدة.
وصرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأحد أن «القضاء على النظام الصحي في غزة هو مأساة».
أما الوسطاء المصريون والقطريون فما زالوا يحاولون التفاوض على هدنة جديدة بعد توقف للقتال لمدة سبعة أيام في نهاية نوفمبر سمح بالإفراج عن 105 رهائن و240 أسيراً فلسطينياً بالإضافة إلى دخول قوافل مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة.
وذكر مصدر في حركة الجهاد الإسلامي، أن الأمين العام للحركة زياد النخالة وصل على رأس وفد إلى القاهرة.