دعا النائب الأوروبي الفرنسي رافاييل غلوكسمان إلى استعادة تمثال الحرية من الولايات المتحدة، معتبرًا أن القيم الأمريكية لم تعد تعكس المبادئ التي دفعت فرنسا لإهدائه.
وخلال مؤتمر لحركته السياسية “مكان عام”، خاطب غلوكسمان الحضور بقوله: “أعيدوا لنا تمثال الحرية”، منتقدًا السياسات الأمريكية التي وصفها بأنها تدعم الطغاة وتقيد حرية البحث العلمي، في إشارة إلى قرارات إدارة دونالد ترمب. وأضاف: “لقد قدمناه لكم كهدية، لكن يبدو أنكم تحتقرونه. سيكون من الأفضل أن يعود إلى موطنه”.
فما هي قصة تاريخ التمثال؟
تمثال الحرية، الذي صممه النحات الفرنسي أوغست بارتولدي، كان هدية من الشعب الفرنسي إلى الولايات المتحدة، احتفالًا بالذكرى المئوية لإعلان الاستقلال الأمريكي، وكُشف عنه في 28 أكتوبر 1886 في ميناء نيويورك، وفق موقع national park service.

وُلدت فكرة التمثال عام 1865 عندما اقترح المفكر الفرنسي المناهض للعبودية إدوارد دو لابولاي إنشاء نصب يُجسد الحرية لتعزيز الصداقة بين البلدين.
بدأ بارتولدي تصميم التمثال عام 1870، واختار جزيرة بيدلو موقعًا له، كونها بوابة أمريكا التي تستقبل السفن القادمة إلى نيويورك.

الرحلة إلى أمريكا
وقد بدأ بناء التمثال في فرنسا عام 1876، حيث اكتمل الذراع الذي يحمل الشعلة أولًا، ثم الرأس والكتفين، قبل أن يُنقل التمثال إلى الولايات المتحدة على متن السفينة الحربية الفرنسية إيزير عام 1885.

وبعد وصوله، تم تركيبه فوق قاعدته على جزيرة بيدلو (التي تُعرف الآن بجزيرة الحرية) ليُكشف عنه رسميًا عام 1886 وسط احتفالات ضخمة.
الجدل حول استعادته
ويأتي طلب غلوكسمان في سياق انتقاده لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خاصةً فيما يتعلق بتقليص تمويل البحث العلمي وتسريح الباحثين. كما أشار إلى استعداد فرنسا لاستقبال العلماء الأمريكيين الذين يتأثرون بهذه السياسات.
إذ أشار إلى أن “أمريكا أصبحت أقل التزامًا بالقيم التي يُجسدها التمثال”، مؤكدًا أن فرنسا مستعدة لاستعادته إن لم يعد موضع تقدير.