لا بد وأن نبدأ من حيث بدأت المسيرة الفعلية للنهضة السعودية الحديثة، رؤية المملكة 2030م، من هنا بدأت الحكاية والرواية، وأهم عناوينها الطموح والتحدي، والفصل الأول فيها يحمل العنوان الأبرز: “أنا سعودي…انا أقدر”.
الرؤية ليست مجرد برامج وخطط مدروسة، بل هي حافز نفسي كبير ومهم جدًا في ابراز واكتشاف المواهب السعودية في كافة المجالات، ولأن الرؤية أعدت بشكل مهني، فإن مرحلة ما بعد الاكتشاف تأتي مرحلة الصقل والتهيئة والتمكين، ثم مرحلة التقديم والمشاركة، ولهذا فإننا مؤخرًا أصبحنا كمملكة عربية سعودية متواجدون في كافة المجالات الإبداعية سواءً التنافسية أو التعاونية التشاركية، كثيرة هي المؤسسات والبرامج التي تعنى بالمواهب السعودية، ولكن يبقى الأصيل القديم الذي بعث من جديد، “موهبة” مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، هذا الصرح الشامخ الذي يحمل اسم الملك المؤسس ورجاله الصادقون طيب الله ثراهم، وهو صرح علمي مهني بحثي بكل معنى الكلمة، وإنجازاته ليست جديدة للأمانة، وإنما الجديدة أنها أصبحت إنجازات متكاملة مستمرة، وبنفس الوقت أصبح لا يطلب من هذه المؤسسة أقل من الإنجاز والإبداع والتميز.
وقبل أفراد مساحة لأبطال الإنجازات السعوديون، لابد وأن نُجلس الناس مقاماتها، فمنسوبي المؤسسة دون استثناء، وعلى مقدمتهم معالي الأمين العام الدكتور سعود بن سعيد المتحمي، فالدكتور بن سعيد وزملاءه ومنسوبي المؤسسة، كلهم على قدم وساق يعلمون جيدًا المهمات التي كلفوا بها، ويعلمون جيدًا حجم الإنجازات التي ينتظر تحقيقها، كيف ولا والراية التي يعمل تحتها الجميع هي ما قاله سيدي ولي العهد محمد بن سلمان يحفظه الله: ” سنجمع المبدعين والموهوبين من كل العالم لصنع شيء مختلف”، وهذه رسالة أن لغة الإبداع والموهبة ليست لغة فردية أو احتكارية، وإنما وفق ما يشير إليه سمو ولي العهد، أن إذا كان العالم كله أصبح قرية صغيرة، فإن المبدعين والموهوبين أصبحوا عائلة صغيرة واحدة، ولهذا فإن الدكتور المتحمي دائمًا ما يؤكد أن الإبداع والموهبة أمر عظيم، ولكنه يكون أعظم حين يخدم الإنسانية جمعاء والوطن على وجه الخصوص، ولا يمكن أن تكون نواتج الإبداع ذات قيمة معنوية مادية ومضافة، الآن إن كانت مسيرة البحث والتجربة مسيرة يشترك فيها كل مبدعو العالم.
وبشكل مختصر وبكل الفخر والإعتزاز، هذه أسماء وإنجازات أبطالنا السعوديين، لهم كل التحية والتقدير والمباركة، فأبناء سلمان يحفظه الله يرفعون الرأس دائمًا بتوفيق الله، وجنود محمد بن سلمان ما زالوا على الوعد وجبل طويق بهمة لا تلين، حيث حقق أبطالنا وللعام الخامس عشر على التوالي 5 جوائز كبرى، و3 جوائز خاصة خلال مشاركتها في معرض آيسف الدولي للعلوم والهندسة (Regeneron ISEF 2021) اللذي أقيم في الولايات المتحدة خلال المدة من 3 إلى 21 مايو 2021م.
وحقق الجوائز الكبرى كل من: الطالب منصور المرزوقي بفوزه بالمركز الثاني في مجال الطاقة، الطالبة رشا القحطاني في المركز الثالث في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية، لانا أبو جامل حققت المركز الرابع في مجال علم الأحياء الحسابي والمعلوماتي، الطالب عبدالله الشنقيطي بجائزة المركز الرابع في مجال الطاقة، والطالبة أروى نيازي بجائزة المركز الرابع في مجال علم المواد، اما الجوائز الخاصة: الطالبة روبي رجب من إدارة تعليم الرياض في مجال الهندسة الطبية مقدمة من جامعة أريزونا، وحصلت على منحة دراسية من الجامعة الأمريكية، والطالب منصور المرزوقي، والطالبة لمى القحطاني من المملكة العربية السعودية بجائزتين من جوائز موهبة الخاصة، ويشار أنه وبهذا الإنجاز فلقد رفعت المملكة رصيد جوائزها في معرض آيسف 2021م إلى 83 جائزة، منها 53 جائزة كبرى، و30 جائزة خاصة، حيث بدأت مشاركاتها في المعرض منذ عام 2007م.
شكرا لكم جميعًا، وشكرًا جزيلاً بكل الإفتخار والإعتزاز لموهبة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، كنتم عند حسن ظن وطنكم وقيادته وشعبه بكم، ولا نقول إلا جزاكم الله كل خير، ولا نطلب إلا بالمزيد من الإنجازات.