الرفق بالحيوان موضوع متشعب وموضوع تم تناوله كثيرًا في عدة مواضع وهذه في حد ذاتها نعمة من النعم التي وهبنا إياها الله سبحانه وتعالى وخّص بها البشر جميعًا في شتى بقاع الأرض للرفق بالحيوان وهذا ما أوصى به ديننا الحنيف وسماحة ورحمة الإسلام.
كلنا يعرف قصة الرفق بالحيوان حيث جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل يمشى فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش قال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب).
هذه نعمة من نعم وسماحة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في التعامل والرفق بالحيوان والجميع ممتثل لمثل هذه التربية الحسنة والخلق والنشأة الكريمة التي من شأنها أن تُعّيش الحيوانات في مأوى ومأمن ومسكن ومشرب ومأكل وتنعم بما كتب لها الله سبحانه وتعالى من رزق، وتجدها تسير في أرض الله الواسعه وتُلاقي الرحمة والشفقة والرفق قبل ما تنشده المنظمات والجمعيات العالمية بالرفق بالحيوان وقبل أن تسُنّ وتُشّرع أنظمتها وقوانينها في التعامل مع فئة الكلاب المشردة الضالة التي تحرص على حمايتها بشكل عام.
إلا أن تلك المنظمات والجمعيات تتجاهل ما تسببه تلك الفئة من الحيوانات من أذىً للبشر وتلحق بهم الضرر وتقلق راحتهم وتمس حياتهم اليومية وتنشر بينهم الخوف والذعر والإزعاج وهي تجول وتجوب وسط الأحياء والقرى والمناطق المأهولة بالسكان والتي توسعت رقعة إنتشارها في كل مكان لتعيش مشردة بلا مأوى ولا مسكن ولا تجد لا مشرب ولا مأكل، حيث أصبحت تقاتل من أجل لقمة العيش وهي تنتشر وبكثافة وسط الأحياء السكنية وبين القرى والمناطق على شكل أسراب مسعورة تبحث عن ضالتها ليل نهار مما تخلق الذعر والخوف مسببة الإزعاج وإقلاق الراحة والاستقرار النفسي للجميع لسيما الفترة الليلية التي تتعالى فيها أصوات النباح المتواصلة وأصوات هرولة أقدامها المتلاحقة والمزعجة وهي تخُب في قطيع نحو الحصول على ضالتها، ناهيك عن اقتحامها لحظائر الأغنام وهجومها على المزارع وافتراس ما يقابلها من جميع أصناف الحيوانات والطيور والدواجن.
ما يثير التساؤل أن منظمات وجمعيات الرفق بالحيوان لا تعي ولا تكترث بهذه الظاهرة الخطيرة المنتشرة في معظم المجتمعات، رغم المناشدات والمطالبات في هذا الشأن لوضع آلية للحد من هذه الظاهرة وتضييق رقعة إنتشارها بطريقة أو بأخرى أو بما تراه مناسبًا لحماية حقوق الإنسان في هذا الشأن، حيث أنها لا تكترث بما يعانية الإنسان ولا يهمها ما يقع من أذىً ومن ضرر تسببه تلك الكلاب الضالة المشردة والبعض منها مسعور حيث تدافع عنها وتفرض وتسن تشريعاتها وقوانينها وتشدد الرقابة على تنفيذها ومتابعتها بطرقها المتعددة والمختلفة إلا أنها لا تتحمل تبعات كل ما ينتج وما يسفر وما تسببه تلك الكلاب الضالة من أثر خطير.
هل علينا أن نقف في موقف المتفرج ونسمح لتلك المنظمات والجمعيات أن تمارس علينا فروضها وقوانينها التي تعمل على إقلاق راحتنا وإزعاجنا بضغوطها، وقد يمتد الأمر لإلحاق الأذى بنا وبأطفالنا أو بممتلكاتنا من حيوانات وماشية.
نملك حلولاً كثيرة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي إن لم نعالجها سريعًا تفشت لدرجة تمنعنا وتمنع أطفالنا وصغارنا من الخروج خارج المنازل قبل أن تصيبنا وتسبب لنا الأذى لا سمح الله.
ناهيك عن تشويه المنظر العام من حيث تواجدها وإنتشارها بشكل عام في مختلف الشوارع الرئيسية وفي الأماكن العامة التي يرتادها الكثير من الناس وفي أماكن يكثر فيها السواح كالأسواق الشعبية والأماكن السياحية العامة.
المقترحات مطروحة لدى الجهات المختصة وهي أدرى بها ونُوقشت مرارًا وتكرارًا على مختلف المجالس التي تستمع لمتطلبات واحتياجاإ المجتمع من خدمات ولعل هذه الخدمة تعد من الخدمات الملحّة التي نتمنى أن تُنفذ بعد أن خلصت الدراسات فيها وتلخصت ببعض الحلول والطرق في طريقة التخلص من هذه الفئة من الحيوانات بالطريقة التي لا تسبب لها الأذى وأن نخرج بحل ناجح ينهي هذه الظاهرة الخطيرة التي تؤرق فئة كثيرة من المجتمع وأن تعود روح الطمأنينة والسكينة لأنفسنا الوادعة ولأحيائنا ومساكننا الوديعة وذلك لينعم الجميع بعيشة هنيئة وحياة آمنة بعيدة عن تهديد حياتهم لأجل منظمات حقوق الحيوان، فالإنسان أولى بتلك الحقوق مع حفظ حقوق الحيوان بدون شك، الذي تنشده تلك المنظمات والجمعيات مُتناسيةً ما تسببه فئة الكلاب الضالة من ذعر وخوف وأذية.