وكالات – العربي
حث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وزير الأمن في الكيان الإسرائيلي ، بيني غانتس، على الإسراع في نشر النتائج النهائية للتحقيق الإسرائيلي في ملابسات مقتل الصحافية الفلسطينية – الأميركية ، شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت خلال تغطيتها عملية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين في مايو الماضي . .
جاء ذلك بحسب ما أورد المراسل السياسي لموقع “واللا” الإسرائيلي، باراك رافيد، اليوم، الإثنين، نقلا عن “مصدرين مطلعين”. وأشار التقرير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تتعرض لضغوط من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الديمقراطيين، لاتخاذ مزيد من الخطوات فيما يتعلق بالكشف عن الضلوع بجريمة قتل أبو عاقلة ..
وأفاد التقرير بأن بلينكن تحدث هاتفيا مع وزير الأمن لدى الاحتلال ، غانتس، يوم السبت الماضي، واستفسر منه عن الموعد الذي يُفترض أن ينتهي فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي من “التحقيق العملياتي” الذي يجريه في مقتل أبو عاقلة، وينشر نتائجه النهائية ..
وذكر التقرير أن بلينكن حث غانتس على الإسراع في إجراءات التحقيق المزعوم، وشدد على ضرورة استكمال التحقيق “في أسرع وقت ممكن وإحالة استنتاجاته إلى كل من الإدارة الأميركية وعائلة أبو عاقلة
وبحسب التقرير فإن غانتس أكد لوزير الخارجية الأميركي أن النتائج النهائية للتحقيق ستُنشر “في غضون أسابيع قليلة”، علما بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يعلن إلا عن نتائج “تحقيق أولي”، زعم فيه أنه لا يمكن تحديد الجهة التي أطلقت النار على الصحفية أبو عاقلة.
ورفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاتهامات بأنها تعمدت استهداف أبو عاقلة، وزعمت في البداية إن نيرانا فلسطينية ربما تسببت بمقتلها قبل أن تتراجع عن ذلك. كما تدعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها لا تزال تتابع تحقيقاتها في مقتل أبو عاقلة، في محاولة للمماطلة.
وقالت مصادر مطلعة إن وزير الخارجية الأميركية أبلغ غانتس أنه التقى عائلة أبو عاقلة قبل أيام قليلة من المحادثة (وتحديدا يوم الثلاثاء الماضي)، وأن أفراد الأسرة يريدون الحصول على مزيد من المعلومات حول جريمة قتل شيرين..
وأفاد التقرير بأن نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، كانت قد التقت وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومير بار ليف، خلال زيارة الأخير إلى واشنطن، نهاية الأسبوع الماضي، وسألته حول “سبب استغراق وقت طويل لإنهاء التحقيق ونشر نتائجه”
يذكر أن وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، امتنع عن التعهد بإجراء تحقيق أميركي مستقل في مقتل مراسلة قناة الجزيرة، أبو عاقلة، علما بأن تقارير صادرة عن منظمات حقوقية مستلقة ووسائل إعلام دولية وجهات رسمية فلسطينية أكدت أن أبو عاقلة قُتلت برصاصة أطلقها قناص إسرائيلي، وبعض هذه التقارير أشار إلى أن استهداف الصحافية الفلسطينية كان متعمدا ..
والتقى أفراد من عائلة أبو عاقلة مع بلينكن، الثلاثاء الماضي، في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، بناء على دعوة من الأخير. ورفضت الإدارة الأميركية دعوات لإجراء تحقيق مستقل خاص بها. وأعلنت العائلة قبل لقاء وزير الخارجية أنها ستطالب بتحقيق أميركي مستقل.
ونقلت وكالة “فرانس برس”، يوم الأربعاء الماضي، عن لينا أبو عاقلة (27 عاما)، ابنة شقيق شيرين، قولها بعد خروجها من الاجتماع مع بلينكن الذي استمر قرابة ساعة، “نحن مستمرون في المطالبة بالمحاسبة والعدالة لشيرين .”.
وأضافت لينا أنه “إذا لم تكن هناك محاسبة على جريمة قتل شيرين، فإن هذا يعطي بطريقة ما الضوء الأخضر لحكومات أخرى لقتل مواطنين أميركيين”. وأشارت إلى أن بلينكن أقر بمخاوف الأسرة من الافتقار إلى الشفافية متعهدا “إنشاء قناة تواصل أفضل”، لكنها أكدت أن بلينكن “لم يلتزم بأي شيء” بشأن دعوات الأسرة لإجراء تحقيق أميركي مستقل في مقتل أبو عاقلة..
وكانت أبو عاقلة ترتدي درعا واقيا من الرصاص، كتب عليه كلمة “صحافة”، وتعتمر خوذة عندما قُتلت. ولم يكن أي مقاتل فلسطيني على مسافة قريبة منها ، فيما كان جنود إسرائيليون على مسافة حوالي 200 متر..
وأصدرت الولايات المتحدة، في 4 يوليو الماضي، بيانا قالت فيه إن أبو عاقلة أصيبت على الأرجح بنيران إسرائيلية، لكنها ادعت أنه لا يتوافر أي دليل على أن قتلها كان متعمدا، وأن الرصاصة كانت متضررة جدا بحيث لا يمكن التوصل إلى “استنتاج نهائي”.
وانتقدت عائلة أبو عاقلة هذا البيان الذي ادعت واشنطن أنه استند في جزء منه إلى مراجعات أميركية للتحقيقين المنفصلين الإسرائيلي والفلسطيني، وطالبت العائلة بالتراجع عنه. علما بأن النائب العام الفلسطيني كان قد أفاد بأن الرصاصة هي من عيار 5.56 ملم، وأُطلقت من بندقية قنص نصف آلية من طراز “روجر ميني-14″، وهو سلاح يستخدمه جيش الاحتلال.
وقال بلينكن عن أبو عاقلة، في تغريدة بعد الاجتماع مع أفراد عائلتها، إن “الصحافة الجريئة أكسبتها احترام المشاهدين في جميع أنحاء العالم”. وأضاف أنه “أعربت عن أعمق تعازيّ والالتزام بالسعي لتحقيق المحاسبة لمقتلها المأساوي”. وأشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إلى بيان الرابع من يوليو عندما سُئل عما إذا كان بلينكن يؤيد اجراء تحقيق أميركي جديد. وقال للصحافيين إنه “نرى أن نشر هذه الخلاصات يدل على التزامنا متابعة تحقيق موثوق وشفاف والأهم تحقيق يتوج بالمحاسبة”. وادعى أن الجيش الإسرائيلي لديه “القدرة على تنفيذ إجراءات لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، والتأكد من أن شيئا كهذا لا يمكن أن يتكرر.